دون كيشوت.. بين حماس والمفصول…بقلم حميد قرمان

دون كيشوت.. بين حماس والمفصول…بقلم حميد قرمان

عادةً.. في الانتخابات.. وفي أغلب دول العالم.. يُقِرّ عدد الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بأختيار مرشح أو قائمة أو حزب يصوتوا لهم.. بقرابة 10% الى 20% من عدد المسجلين الذين يحق لهم التصويت، لذلك تدور المعركة الانتخابية بين الاحزاب والقوائم المترشحة لكسب هذه الشريحة المجتمعية، والتي لها حتمية في تقرير الفائز أو تحقيق الأغلبية المطلوبة في البرلمان، فتنشط وسائل التأثير الانتخابي سواءً العشائرية أو الامتيازات الوظيفية أو المال الذي يعتبر الوسيلة الأكثر نجاعة في تحقيق المكاسب الانتخابية لأي قائمة أو حزب، وهو ما يدور حاليا في قطاع غزة من خلال جمعيات ومؤسسات تابعة لحركة حماس، وايضا تقوم به جهات محسوبة على زوجة المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والذي أوعز لجهات تدعم قائمة “التيار” بالتحرك فورا كنوع من المنافسة وكسب الاصوات الانتخابية قبل ان تستحوذ حماس على هذه الشريحة التي تفكر بأن ليس هناك تغيير سيحصل، وأن المكسب اللحظي هو الغاية.. للاستفادة من المال بعيدا عن البرامج السياسية والاقتصادية التي ستحقق الرخاء والازدهار المطلوب لقطاع عانى.. بسبب سياسات الاحتلال وفساد قيادات حماس وغباء سياساتها.. مما عاناه طوال 14 عاما الماضية.

وبصراحة سياسية مطلقة.. لا لوم على المواطن الفلسطيني في قطاع غزة إن فكر في قوت عياله بهذه الطريقة.. وأن يبدّي المال عن السياسة.. فاليأس السياسي المستشري في القطاع، والذي جعل حماس تحكم، والدحلان واتباعه يعودون الى القطاع كأبطال منتصرين، وناصر القدوة يخطط للمكوث شهر في القطاع من اجل استقطاب شرائح مجتمعية لتنتخب قائمته، في وهم سياسي جديد يعتري الرجل ومستشاريه، فـ “دون كيشوت” فلسطين ذاهب لمحاربة طواحين الهواء الحمساوي والدحلاني التي توزع المال والقمح، بسيف التغيير الذي لا يؤمن به “شعب غزة” بانه سيشق حكم الفساد.. فالمزاج السياسي الغزاوي أصبح مؤمن بان الخلاص من حكم حماس لن يأتي عن طريق افراد لن تحقق قائمتهم سوى عدد محدود من المقاعد داخل البرلمان، بل يؤمنون بالحركة الكبيرة التي تحكم السلطة في الضفة والقادرة على حل مشاكلهم المتراكمة.

استغلال الظروف المأساوية في قطاع غزة، ليست سياسة تحترم حقوق المواطن وتصون كرامته بل انتهازية مقيتة تنم عن جهل بحقيقة ان المواطن الفلسطيني عامة، والذي في غزة هاشم خاصة، سيقرر بعقله لا بظروفه، وان الوعي هو الحاكم في تصرفاته، وأما “دون كيشوت” الفلسطيني لن يحقق بسيف الفارغ وشعاراته الجوفاء اي تغيير حقيقي، فالمواطن الفلسطيني في غزة يفكر بقائمة قوية وحركة عملاقة توفر له سبل العيش الكريم الدائم، فكما قال المثل الصيني؛ قائمة تعلمني الصيد.. لا ان تعطيني سمكة ليوم واحد فقط.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023