ذكرى 17 ديسمبر: التيار الشعبي يدعو لاستعادة مشروع الثورة والدفاع عن سيادة الوطن ومصالح التونسيين

ذكرى 17 ديسمبر: التيار الشعبي يدعو لاستعادة مشروع الثورة والدفاع عن سيادة الوطن ومصالح التونسيين

بمناسبة الذكرى التاسعة لأحداث  17 ديسمبر ، أصدر التيار الشعبي البيان التالي:

يحيى الشعب التونسي الذكرى التاسعة للثورة التي انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 وقدم خلالها ملحمة بطولية ضد آلة النظام أدت إلى اخراج رئيسه يوم 14 جانفي 2011. لقد تصور شعبنا أنه دخل بذلك مرحلة جديدة من أجل تحقيق أهداف النضال الوطني في الحرية والكرامة والسيادة والعدل الاجتماعي والتنمية المستقلة، ولكنه وصل بعد تسع سنوات من هذا الحدث العظيم في تاريخ تونس المعاصر إلى مرحلة في منتهى الخطورة.

لقد حولت القوى العميلة والوكيلة وقوى الهيمنة الخارجية مشروع الثورة إلى مجرد واجهة ديمقراطية شكلية مضللة إلى الحد الذي أصبح فيه ما سمي بالانتقال إلى الديمقراطية ما يشبه الملهاة. وتحول الشعب إلى أداة في يد الفئات الاحتكارية التابعة وأحزابها للحفاظ على مصالحها ومن ورائها مصالح قوى الهيمنة. وبعد كل انتخابات تبرز موجة جديدة من الاحباط الشعبي واليأس من التغيير بعد انقضاء مفعولها مع مرور الوقت وضياع الأمل مرة تلو مرة.

ان أهداف النضال من أجل الديمقراطية هي بالأساس سيادة الوطن والشعب ووضع السلطة بيديه واقامة مجتمع الاكتفاء والعدل وتكافؤ الفرص؛ الأمر الذي لا يتحقق بمجرد صناديق الاقتراع. فالنظام لم يكن مجرد واجهة سياسية وإنما شبكة مصالح مندمجة داخلية وخارحية حافظت على نفوذها.

لقد سقطت أغلب القوى الثورية في فخ الديمقراطية الليبرالية دون أن تبلور تصورا بديلا يمكن الفقراء المنهوبين والمهمشين المهدورين والمعدمين المتضررين من الخيارات التي حكمت البلاد لعقود طويلة من الوصول إلى مواقع القرار واحداث التغييرات الضرورية لصالحهم. ولذلك يستمر الصراع الاجتماعي وسيستمر في السنوات القادمة بين القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في استمرار الوضع الراهن حفاظا على مراكزها وامتيازاتها وبين القوى الشعبية الكادحة صاحبة المصلحة في التغيير الاجتماعي العميق الذي يكرس ديمقراطية سليمة تتحقق فيها المشاركة الشعبية في الحكم والعدالة الاجتماعية والتوزيعية ويتعزز الإنتاج الوطني وتتحقق الحياة الكريمة.

هذا ويعلم التيار الشعبي أنصاره وعموم أبناء شعبنا بهذة المناسبة عزمه على اطلاق رؤية جديدة وشاملة تقطع نهائيا مع جملة الأوهام التي عششت في صفوف القوى الوطنية وعموم الفئات الشعبية وترسم طريقا جديدة يفتح الباب أمام الدفاع عن مصالح غالبية الشعب وفرض المشروع الوطني الكبير بمرتكزاته الثلاث أي الديمقراطية والتنمية والسيادة.

المجد للشهداء والعزة لتونس

الأمين العام محمد زهير حمدي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023