إثيوبيا وثورة الجماعات الاثنية: محاولة للفهم

إثيوبيا وثورة الجماعات الاثنية: محاولة للفهم

بعد عام من ولاية الزعيم الإصلاحي أبيي أحمد فقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة. تراجعت ظاهرة الهوس ‏بالرجل والتي أطلق عليها أبيي مانيا والتي رفعت منزلته حد القداسة، بات الجميع يفكر إذا كانت إثيوبيا على ‏المسار الصحيح أم لا. تعرض حكم الحزب الحاكم لتوترات عرقية عنيفة في مختلف الأقاليم. واجه أبيي نفسه ‏تمردا عسكريا كاد أن يقضي عليه في دار رئاسة الوزراء بالعاصمة اديس أبابا ثم تعرض لانتكاسة وتمرد في ‏الإقليم الصومالي وها هو اليوم يواجه محاولة انقلابية في بحر دار عاصمة إقليم الأمهرة في الشمال.‏ ‏ ثمة من يعتقد بأن أبي أحمد هو تلميذ ميليس زناوي النجيب ولكنه ولى وجهه شطر جماعته العرقية ‏الأورومو – أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا. وهكذا، فإن من يدافع عن هذا الرأي يقول بأن رئيس الوزراء ‏يستخدم ببساطة كلمات الوحدة والإصلاح كغطاء ومناورة سياسية بينما يعمل في الحقيقة على استبدال ‏هيمنة أقلية التيغري القديمة بالهيمنة المطلقة لأغلبية أورومو. بيد أن المدافعين عن الرجل، من ناحية أخرى، يرون أن أبيي أحمد زعيم اصلاحي يقف في وجهه صقور ‏الأحزاب العرقية المتطرفة وهو لا يستطيع السيطرة عليهم. ومع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية العام ‏القادم لا يملك رئيس الوزراء من خيار سوى استرضاء الناشطين والأحزاب القومية المتطرفة. ربما يسمح ‏هذا التكتيك له بالحصول على انتصار انتخابي يمنحه تفويضًا دستوريًا أوسع ويساعد في جهود الإصلاح ‏طويلة الأجل‎.‎ ‏ على كل حال الشيء المؤكد هو أن أثيوبيا التي نتمنى لها الاستقرار والعافية تسير على صفيح ساخن، ‏ويشعر بعض الإثيوبيين بقلق متزايد من أن رئيس الوزراء الإصلاحي قد تكون له أولويات واجندات في ‏غير محلها‎.‎‏

فهل يستطيع الرجل كبح جماح أصحاب الأجندات العرقية المتطرفة وينتصر لمفهوم الدولة ‏المدنية؟

للحديث بقية.

# أثيوبيا ‏

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023