رسالة إلى مجلس الأمن القومي التونسي

رسالة إلى مجلس الأمن القومي التونسي

بعد الإعلان الثلاثي الأمريكي – الإماراتي – الصهيوني عن صفقة الإستسلام المشؤومة التي تعطي صك عدوان جديد على شعبنا وعلى أمتنا وعلى المقاومة تحاول أخذ فلسطين وكل الأمة رهينة أمنية ومالية واقتصادية لدى هؤلاء ومن والاهم من أنظمة عربية وخليجية وبموافقة من الثلاثي الأوروبي الأكبر (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، يجدر النظر إلى الملف الأخطر هذا لا من مجرد زاوية جريمة تطبيع فهو أكبر ولا من زاوية ما يسمى اتفاقات سلام فهو أكبر، حيث لا يتعلق الأمر بدولة طوق وإنما بمحور خنق. وهي ليست قضية تفاوض مرفوض وتسوية مرفوضة وإنما قضية توسع وإلحاق و إخضاع. وحيث لا يتوقف الأمر على قضية محلية قطرية تنطبق فيها الخيانة العظمى قانونيا وأخلاقيا على مجرد خائن عميل يوالي الاستعمار التقليدي وإنما هي أعظم خيانة لأنها خيانة أمة في مقتل بمستويات إقليمية ودولية غير مسبوقة وأدوات أمنية واستخبارية وعسكرية ومالية واقتصادية وناعمة غير مسبوقة أيضا. وهي قضية وجود عربي وفلسطيني يمتد إلى عموم الأمة العربية والإسلامية ويلحق أحرار العالم أيضا وليست مجرد قضية حق فلسطيني. وبالتالي فإن هذه الخيانة الأعظم تتطلب تحركا سريعا وشاملا لا يتوقف عند تشديد اجراءات داخلية ولا مجرد بعض تدابير الأمن الخارجي وإنما خطة شاملة للتوقي وابتكار الحلول العاجلة ومن ثم الاستراتيجية.

فضلا عن ذلك لا ينحصر الأمر في موقف تونسي ولا في موجة عابرة حيث سوف تتوالى الصفقات في إطار صفقة واحدة كبرى هي خطة صفقة القرن التي لن تسقط إلا بوحدة المواجهة المصيرية. غير أن الموقف التونسي رسميا وشعبيا يظل مهما جدا ومركزيا على أسس وطنية وسيادية وعلى أساس ما تمت مراكمته من جهد منذ قوافل المقاومين المجاهدين والشهداء وحتى ما بعد 2010 إلى يومنا هذا، رغم كل الاختراقات وكل الغدر.

وعليه، فإن الحد الأدنى في الموقف الرسمي الأساسي الذي لابد من أن تتخذه الدولة التونسية يجب أن يأخذ في عين الاعتبار ما يلي:

1- مباشرة:

تحميل الإمارات المسؤولية عن أي تدهور للعلاقات وعن أي ضرر يلحق أمننا القومي.

2- ضمنيا:

* رفض فتح الخليجيين المجال أمام العدو الصهيوني والتحذير من العمل معه في كل الساحات وخاصة شرق ووسط غرب وغرب المتوسط وليبيا تحديدا.

* اتخاذ كل التدابير الاحترازية والاستباقية في كل تفاصيل العلاقات مع الإمارات ديبلوماسيا واقتصاديا وامنيا بما في ذلك حركة الأشخاص والاموال والملاحة الجوية والمشاريع الأمنية وإنشاء المنظمات مع الأمريكان والصهاينة والخليجيين في “الشرق الأوسط وشمال افريقيا”.

* تنسيق المواقف مع الدول الرافضة وخاصة الجزائر والكويت وعدم الثقة بفرنسا الموافقة.

– أعظم الخيانة خيانة الأمة وأعظم عدوان موالاة الكيان.
– الخيانة الأعظم تواجه بالمقاومة الأشمل والعدوان الأعظم يقاوم بكل السلاح.

شبكة باب المغاربة
المنسق، صلاح الداودي
تونس

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023