رسالة مفتوحة إلى السيّد رئيس الجمهورية..

رسالة مفتوحة إلى السيّد رئيس الجمهورية..

السيّد رئيس الجمهورية
السيّدة رئيسة الحكومة
السيّد وزير الداخلية
السيّدة وزيرة البيئة

نحن اليوم أمام أزمة بيئية صحية قد يتم إستغلالها سياسيا و الركوب على أحداثها لتُخاض بالوكالة و هي معركة أزمة النفايات في معتمدية عقارب ولاية صفاقس و الخوف من إنتقال هذه الآفة إلى جهات أخرى..

أيها السّادة ؛

نُلفت الرأي العام و أنّ إجراء فتح المصب هو إجراء أَمَرُّ مِنَ الحَنْظَلِ وأَكْثَرُ مَرارةً مِن العلقم، ليس ثمة شك في ذلك..، ذلك ما يمكن قوله عن قرار الحكومة بإعادة فتح مصب القنة بعقارب كحل “وقتي” لمعالجة أزمة تكدّس النفايات في صفاقس.. فأزمة النفايات ليست وليدة البارحة إذ هي تتربص بالجهة وتتصاعد منذ سنوات، ولكن لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تفاقمها وتعمقها..

أرى أن الحل الأنسب و الأسلم لا يكون أمنيا لمعالجة الوضع الذي يخدم مصلحة أطراف مُعينة؛ منهم من ينتهز الفرصة للركوب على الأحداث و منهم من في مصلحته مزيد تعقيد الأزمة بهدف إرباك المشهد العام لتسجيل نقاط سياسية و تقسيم الشّعب و بث الفوضى و الفتنة نحن في غنى عنها و خصوصا في هذا الظرف الإستثنائي..

أقترح ما يلي :
– تحديد سقف زمني لغلق المصب تدريجيا و الرجوع إلى طاولة الحوار مع مكونات المجتمع المدني و متساكني الجهات المعنية لإمتصاص غضب المواطنين و تطويق الإحتقان و إيجاد حلول ولو وقتية مع جميع الأطراف المتداخلة محليا، جهويا ومركزيا.

– إيجاد سبيل للحوار بشكل عاجل مع المواطنين وتشريكهم في إيجاد الحلول الجذرية والفعّالة و المشتركة مع أهالي صفاقس وبالتحديد أهالي منطقة عقارب بإعتبار وعي الأهالي مهم لتجاوز الأزمة.

-العمل بجدية وسرعة على إعداد مصب مراقب جديد بمواصفات بيئية و رسم سياسات متكاملة لمعالجة وتثمين النفايات، بوصوفها ثروة مهدورة وغير مستغلة، وبهذا تقطع مع من فشل في تحمل المسؤولية ممّا تسبب في هذه الكارثة البيئية والصحية وتبعاتها الاجتماعية من مجالس بلدية وسلط جهوية ومركزية سابقة وحالية..

– تطهير وزارة البيئة و الإدارات الجهوية و تحقيق شامل إن ثبت تقصير أو تلاعب و تواطئ في معالجة هذا الملف..

– الإصلاح الهيكلي للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ومحاسبة العاملين فيها الذين ثبت تورّطهم في شبهات فساد

-إقالة رؤساء البلديات الذين عجزوا عن إيجاد حلول للنفايات المتراكمة منذ سنوات ممّا أدى إلى تدهور الوضع البيئي و الإنفجار الإجتماعي..

– إقالة المعتمدين و تعيين من يتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه.

– تعيين والي لولاية صفاقس يتحمّل المسؤولية الجسيمة في الجهة.

▪️أدعوا متساكني معتمدية عقارب خصوصاً و عموم التونسيين إلى التريث و الحكمة و العقلانية و عدم الإنسياق إلى دعوات التحريض و لا تكونوا حطب معركة أشدّ فتنة و قذارة من النفايات، لا خيار سوى الإحتكام إلى العقل و إعلاء المصلحة الوطنية والترفع عن الحسابات الضيقة ، فلكل أزمة حل و هذا لا شك فيه..

▪️إنني على يقين تام بقدرة الشعب التونسي العظيم على تجاوز هذه المحنة و على يقين تام بأن الدولة و مؤسساتها ستتعهد بإيجاد حلول جذرية للأزمة المفتعلة في ولاية صفاقس خصوصاً و في كل الولايات..

ولكم سديد النظر.

#الناشط السياسي محمد البراهمي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023