شروط جديدة في مواجهة الاحتلال الجديد…بقلم صلاح المصري

شروط جديدة في مواجهة الاحتلال الجديد…بقلم صلاح المصري

في أغلب بلدان العالم التي خضعت للاحتلال نتابع الصراع العنيف بين الإمبريالية وأدواتها المحلية وبين القوى الوطنية، ويصل الصراع إلى المرحلة الدموية حيث يبلغ التناقض حدا يستحيل فيه التعايش بين خيارات الشعوب ورغبات القوى الاستكبارية. وقد رأينا نماذج كثيرة لذلك بعضها تستمر فيه المواجهة كما هو الحال مع فينزويلا وبعضها تطور الصراع ليأخذ مدى إقليمي ودولي كما هو الأمر مع إيران وسوريا، وبعضها مازال الشعب يبحث عن التحرير.

تونس وطن يتعرض لعدوان دولي، عنوانه صندوق النقد الدولي واتفاقية الاليكا والعضوية في الناتو وهو ما يستوجب المقاومة والمواجهة. المعادلة التاريخية توجب ان يكون هناك اهتمام كبير ببناء القوة الوطنية المقاومة.

شروط ضرورية لبناء الكتلة الوطنية المقاومة :

  • تظهير التناقص الإستراتيجي بين القوى الإمبريالية والقوى الوطنية.
  • تطوير ممارسة نضالية متناسبة مع التناقض الإستراتيجي وتعميق الوحدة داخل صف المظلومين من ابناء شعبنا.
  • بناء أرضيات فكرية نضالية جديدة قادرة على خرق منظومة التخريب الإمبريالي، ولعل أهم مقومات الأرضية النضالية الجديدة نجد ثلاثية جورج حبش النضالية: وحدة-صراع-وحدة. حيث يصبح الاختلاف والتناقضات الثانوية مصدر قوة وثراء. وتثبيت القيم النضالية الأخلاقية مصدرا مهما للوحدة.
  • بناء النموذج النضالي الميداني القائم على الصدق والابتكار والتضحية حيث تستطيع القوة الوطنية المقاومة أن تكون لها جاذبية معنوية عالية تمكنها من إحداث الصدمة والتغيير العميق في أبناء شعبنا.
  • التحرر النهائي من ضغط الإنتخابات ونتائجها ومسارها لأن لعبة الانتخابات تحولت إلى أهم وسيلة لتدجين إرادة الشعوب وتزييف قرارها وقد حولتها الإمبريالية إلى صناعة رأسمالية تقوم بتسويقها وتمارس الهيمنة الناعمة عبرها. ولذلك يجب التحرر من ضغط الإنتخابات وأحداث مداخل جديدة في صناعة القرار والتأثير في الحياة السياسية ولعل تجربة المجتمع المدني المقاوم هي واحدة من الحلول وكذلك ثقافة البناء الشعبي الذي يستهدف تحقيق المناعة الذاتية للمجتمع. أن عملية التحرر من ضغط الإنتخابات سيحقق الشرط الموضوعي لعلاقة جديدة بين القوة الوطنية وبين الشعب المظلوم.
  • الإسلام والعروبة هوية الشعب التونسي، وقد ارتبطت ملاحم النضال الوطني ضد المحتل بهذه الهوية والإسلام المحمدي الأصيل قادر على ان يكون خير حامل لقوة وطنية شعبية مقاومة يجتمع فيها اليساري والقومي والإسلامي شرط ان يكون جميعهم وطنيين مقاومين يمتلكون الرؤية العميقة لحجم العدوان الصهيوني الإمبريالي.
  • تكريس حالة القطيعة المعنوية مع العملاء، حيث يتم العمل على تعريف واضح ومحدد لمفهوم العمالة والاشكال العملية للمقاطعة.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023