صفعة (ثلاثية الأبعاد)…بقلم جمال ظريفة

لم تكن الضربةُ الإيرانيةُ لقاعدة (عين الأسد) الأمريكيةِ في الأنبار غربَ العراق مجرد ردٍّ على جريمة اغتيال الفريق سليماني، بل كانت ضربةً للعنجهية الأمريكية ولصلف الرئيس ترامب أصابت الكرامة الأمريكية في مقتل.
بغض النظر عن نتائج الضربات الإيرانية على القاعدة العسكرية فالردُّ على العدوان الأمريكي هو إنجازٌ بحدِّ ذاته، بينما بقية الأنظمة الأقليمية تتملق للمعتوه ترامب وتغدقُ عليه مليارات الدولارات للحصول على الدعم اللازم لبقائها في السلطة، ونيل الرضا من سيدها الأمريكي.
تلك الضربةُ الإيرانية المباركة أصابت الكيانَ الإسرائيلي في مقتل أيضاً، فقد خَفُتَ صوت نتنياهو بعدها، ولم يكن يعتقد أحدٌ في كيانه الغاصب أن إيران تتجرأ على التفكير حتى في الردّ وضرب المارد الكبير، فكيف بالمارق الصغير أي الكيان ذاته، وهو يدرك عين اليقين بأن من ضرب قاعدة أمريكية في العراق يمكن أن يستهدفَ بسهولة القاعدة الأمريكية الأخرى في فلسطين المحتلة وهي هذا الكيان المحتل، وستقف أنظمة الباتريوت و(القبة الحديدية) متفرجةً على سقوط الصواريخ الإيرانية في مطارات وقواعد ومنشآت «إسرائيل».
بعض ممالك الخليج وصلها البعد الثالث للصفعة ولاسيما السعودية وولي عهدها ابن سلمان التي عرفت قدرة إيران العسكرية وجديتها في التعامل وجرأتها في اتخاذ القرار، والذي ساعدها في ذلك القرار هو التمسك بالكرامة والحقوق، فلا داعيَ للخنوع والتذلل ودفع المليارات لإرضاء السيد الأمريكي على الطريقة الخليجية، فالأمرُ لا يحتاج سوى استقلالٍ في القرارِ والتفافٍ شعبيٍّ حول قادة هذا القرار.
هذه الصفعةُ ثلاثية الأبعاد أعادت إيران ومعها محور المقاومة إلى الواجهة الإقليمية بل والعالمية، ودول الاتحاد الأوروبي باتت تعيد حساباتها بشأن الاتفاق النووي مع إيران التي أعلنت إنهاءَ التزاماتها تجاه الاتفاق بعدما تنصل ترامب منه وخذلان الاتحاد الأوروبي لتطلعات إيران بالاستمرار فيه من دون واشنطن.
أبعاد الصفعة المباركة تلك لها انعكاساتٌ كبيرةٌ أيضاً على المستوى الإقليمي تطول مسألة الوجود الأمريكي في المنطقة بحدّ ذاته وفائدته في الدفاع عن حلفائه وعدم جدوى تلك القواعد الجاثمة في المنطقة، حيث أثبتت التجربة الأخيرة أن الولايات المتحدة عاجزةٌ أمام إرادةِ الشعوب المقاومة.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023