صمت دهرا ونطق كفرا…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

صمت دهرا ونطق كفرا…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

هذا ينطبق على السيسي الذي لم يعد يخجل من الانضمام صراحة وعلانية الى المعسكر المعادي وتبيان انه ليس الا أداة من أدوات الادراة الامريكية والكيان الصهيوني علانية. فقد صرح قبل يومين عند لقائه محمود عباس انه “لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع حتى يمكن التوصل الى حل القضية الفلسطينية”. لو كان السيسي يعيش على غير هذا الكوكب ولم يسمع أو يقرأ ان المفاوضات العبثية التي استمرت أكثر من ربع قرن دون ان تحقق اي شيء يذكر للفلسطينيين في الوقت التي استخدمها الكيان الصهيوني لضم مزيد من أراضي فلسطين التاريخية بدعم أمريكي واضح لقلنا انه غريب عن هذا الكوكب ولكنه بالطبع هو إبن هذا الكوكب. بالاضافة الى هذا الموقف المخزي التي تفوح منه رائحة العمالة للبيت الابيض والرضوخ الى الدول الخليجية وعلى وجه التحديد الامارات والسعودية (وكتبت الامارات هنا اولا ليس اعتباطا بل لان الامارات أصبحت على ما يبدو ومنذ أكثر من عام هي التي تقود محور الاستسلام والتطبيع وتدمير المنطقة وبمباركة البيت الابيض الذي يعتبرها الان أداته “العربية” الرئيسية بدلا من السعودية) والبترودولار فقد صرح وزير خارجيته قبل ذلك انه يجب دراسة “صفقة القرن” بتروي وكأن ما طبق منها على أرض الواقع لم يدلل على النية لتصفية القضية الفلسطينية على أيدي عربية متواطئة والتي لم تعد تختفي خلف أصابعها كما كانت تفعل في السابق.

وموقف “الجامعة العربية” قبل يومين لم يكن بعيدا في الجوهر عن مواقف نظام السيسي مع ما نطق به كل من وزير خارجية الامارات ووزير خارجية المستعمرة السعودية الملقبة بالبحرين. والاعلان الذي صدر عن إجتماع وزراء الخارجية العرب الذي نص على ” رفض صفقة القرن وعدم التعاون مع الادارة الامريكية لتنفيذها” موقف مضحك للغاية ولن يتجاوز مرحلة القول بالتأكيد كما عودتنا. فحتى قبل عودة بعض وزراء الخارجية “العرب” كانت خطوط هواتفهم مفتوحة مع البيت الابيض لاستلام أوامر ولي نعمتهم وحامي عروشهم بما يدفعونه من البترودولار.

أمريكا لم تكن بحاجة لكم ولتعاونكم لضم القدس الشرقية الى الكيان الصهيوني وإعتبارها العاصمة الابدية لدولة “اسرائيل”.

ولم تحتاج لكم ولا لتعاونكم عندما إعترفت بإسرائيل أنها دولة يهودية لتمهد لعمليات الترانسفير مستقبلا.

ولم تحتاج لتعاونكم لاعطاء الحق لاسرائيل بضم المستوطنات والبؤر السرطانية اليهودية في أراضي الضفة الغربية.

ولم تحتاج الى تعاونكم بنقل السفارة الامريكية الى القدس.

ولم تكن بحاجة اليكم عندما اعترفت بضم الجولان العربي السوري الى الكيان الصهيوني.

ولن تكون بحاجتكم أو أخذ رأيكم فيما يتعلق بإستراتيجيتها في منطقتنا وهي التي تكتب قراراتكم في معظم الاحيان أو تقوم بتنقيحها وهو ما إعترف به صراحة على الاقل بعضكم مثل حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري السابق.

انتم لم تروا ضرورة لعقد قمة عربية لمناقشة الموضوع فتصفية القضية الفلسطينية ليس بهذا الجلل لمعظمكم ولم تتنافخوا وتتكاتفوا للذهاب الى مجلس الامن الدولي فالشعب الفلسطيني لم يعد لبعضكم من الشعوب العربية ولكنكم تكالبتم وهرولتم الى مجلس الامن الدولي طالبين التدخل في سوريا تحت البند السابع… أولاد …!!!…وشرعنتم تدمير ليبيا وشارك البعض منكم مع القوات الجوية للناتو ليتدربوا ربما على غزو اليمن وقتل أهله وتدميره بالكامل ضمن تحالف ناتو عربي مجرم …

ولم تقوموا بإستدعاء سفرائكم من عاصمة الكيان الصهيوني إحتجاجا ولكنكم كنتم السباقين في سحب سفرائكم من سوريا وطرد سوريا من جامعتكم ومباركتكم واشتراك البعض منكم على الارض بتجنيد وتسليح وتقديم الدعم المالي للارهابيين والهجمة الكونية على سوريا…

الشعب الفلسطيني لم ولن يعول عليكم يوما….كان من الافضل للقيادة الفلسطينية ان تذهب الى غزة بدلا من مصر لحضور إجتماعكم …وربما كان الاولى بها ايضا ان تتخلى عن مسؤولية إدارة الضفة الغربية وتعطي مفاتيحها للاحتلال وتحمله مسؤولية إحتلاله ليشهد العالم اننا شعب محتل بدلا من الضحك على اللحى الذي استمر أكثر من ربع قرن منذ اتفاقية اوسلو المشؤومة وما تلاها من إتفاقيات مهينة ومجحفة و “مفاوضات” عبثية والقبول بالاملاءات الصهيو-أمريكية..

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023