كتب عبدالله الذارحي: اليـمـن في الـعام التـاسـع سينتقـل مـن هُـدنة الـتخـدير الى تـنـفـيذ الـتحـذيـر

كتب عبدالله الذارحي: اليـمـن في الـعام التـاسـع سينتقـل مـن هُـدنة الـتخـدير الى تـنـفـيذ الـتحـذيـر

هاهو العام الثامن من الصمود اليمني في مواجهة قوى العدوان انتهى وهاهي هدنته التخديرية انتهت والعام التاسع ليس كما قبله فلا استقرار ولا سلام ما لم يوقف التحالف عدوانه على اليمن

*إذ لا يمكن أن يستمر هذا الوضع لتدمير اليمن، وتجويع الشعب اليمني وحصارة وتهديد أمنه واستقراره، وتفكيك المجتمع بمزيد من التشظي في ظل مؤسسات دولية أضحت أدوارها السياسية والإنسانية مسيسة، وتخضع للإدارة الأمريكية، وهي طرف رئيس في العدوان على اليمن، فهي الرأس المدبر في العدوان، الذي تقف خلفه سياسيا وعسكريا وأمنيا واستخباريا، وداعما رئيسا في امداد الوكلاء الاقليميين بالاسلحة الفتاكة لتدمير البلد وقتل الشعب اليمني..

*القاعدة الأكثر واقعية، التي يجب أن تترسخ في ذهن المسؤولين السعوديين إن قرروا المضي قدما في استقرار وازدهار المملكة، خاصة مع النصائح التي تلقتها السعودية بضرورة تعزيز الحوار مع صنعاء مباشرة، دون الركون إلى رهانات إقليمية ودولية..

*فقبل ثمانية أعوام، لم تكن السعودية تحت تهديد رصاصة واحدة يمكن أن تأتي من جنوبها، لكن التقدير الخاطئ والقراءة الخاطئة للمشهد في اليمن، دفع قيادة المملكة لشن العدوان بتغطية أمريكية، تحت ذرائع وشعارات وهمية تكشفت منذ السنوات الأولى للعدوان زيفها وخداعها..

*ويومها كان الاعتقاد أنه باستطاعة التحالف قطف نصر سريع، بالضربة الاستباقية، أو الضربة الخاطفة حسب المنهج الأمريكي في الحروب يمهد له الطريق لتنفيذ ما كان يدور في ذهنه من مشاريع احتلالية استيطانية لتنفيذ أجندات تقف خلفها امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني..

*كانوا على تنسيق مسبق مع خونة الداخل لتدمير اليمن وجعلها مستوطنة امريكية جديدة في المنطقة، بدأ التحضير لها بإنشاء القواعد العسكرية على البر اليمني والجزر والشواطئ والمطارات الدولية، بالاضافة إلى تواجد القوات الأجنبية، الأمريكية والبريطانية في حضرموت والمهرة، وتحركات القوات البحرية الأمريكية – البريطانية والفرنسية للسيطرة على بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر ومضيق باب المندب والتحكم بخطوط الملاحة الدولية. .

*مرة أخرى سيظل التهديد في التقدير باقيا، اليمن بوابة التهديد، لكن ليس من بوابة العدوان والاعتداء بقدر ما هو دفاع عن النفس كحق مشروع في مواجهة العدوان الغاشم..

*واليوم تمتلك صنعاء حق الرد الحاسم بعد أن أصبحت صنعاء لديها قدرات عسكرية استراتيجية، قادرة بموجبها على فرض معادلات من البحر الأحمر إلى بحر العرب، وخليج عدن وبحر عمان، إلى عمقي الامارات والسعودية، والسنوات الأربع الماضية تشهد على ذلك..

*خلال الأعوام الماضية، شرع محمد بن سلمان بخطوات لتحويل السعودية إلى مركز للشركات العالمية، وتعزيز اقتصادها، وإبرام عقود الاستثمارات وضرب التيار الديني، وكسب ود الشباب عبر خطوات انفتاح وترفيه باتت تعم البلاد، وأطلق مشروع “نيوم” على البحر الأحمر، وفتح الباب بشكل أوسع للاستثمارات في بلاده. لكن أي نجاحات اقتصادية وسياحية واستثمارية، تحتاج إلى استقرار أمني وتصفير المشاكل مع دول الجوار، من هنا يمكن القول بأن مفتاح النجاحات سيتوقف على الموقف من اليمن..

*وما لم يتم وقف العدوان وانهاء الحصار على اليمن، والاستجابة للملفات الإنسانية، ومغادرة القوات الأجنبية والاقليمية، وعقد تفاهمات مع صنعاء، فإن مشاريع بن سلمان وموارد بلاده النفطية ستبقى تحت التهديد وسيتبع
تحدير القيادة السياسية والعسكرية الفعال فرجال الرجال منتظرين الإشارة..

*وإذا كان ولي العهد السعودي لا زال يراهن على “التفاهم” مع إيران لاستعادة العلاقات بمنحه “الأمن الكلي” أو أن طهران يمكن أن تمارس ضغطا على صنعاء، فذلك هو التصور والاعتقاد الخاطئ، ويبدو هناك معطيات توفرت عن نصح إيراني سبق التوصل لعلاقات التطبيع الأخير مع إيران الموقع في بكين، بفتح حوار مباشر مع صنعاء، واستعداد إيران للمساعدة في تقريب وجهات النظر، وهو عين الصواب إن سلكه ولي العهد..

*من جهة أخرى، لا يمكن لولي العهد السعودي البقاء ضمن دائرة تحقيق المصالح الأمريكية وتقديمها على مصالح المملكة. من هنا، لا بد من تقديم مصلحة السعودية على أي مصالح أخرى، لهذافإن مصلحة الرياض تكمن تصفير المشاكل مع المحيط والجوار، ووقف الحروب..

*خلاصة القول اقول إن استمرار العدوان والحصار، سيعني أن التصعيد قادم، وأكثر من سيدفع الثمن هي السعودية ومشاريعها الاستثمارية والاقتصادية؛^

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023