عندما تتعانق الخوذ البيضاء مع الخوذ الصهيونية

بقلم: محمد بن عمر |

لانهم احد اركان الثورة السورية المزعومة، وعنوان مهم من عناوينها المزيفة، اولاهم صناع ربيعها الغربيّ الذي انتظره المخدوعون بقدومه، وتهافتوا عليه في محطاته التي أكلت الاخضر واليابس وتركت العمار خرابا، والمدنية أطلالا، ينعق فيها بوم الرجعية والعمالة، الخوذ البيضاء التي رتعت بلباس الحملان الوديعة، في انحاء الوطن السوري، متظاهرة بالأمانة وخدمة المنكوبين من الشعب السوري، تطوعا من اعضائها المتعددي الجنسيات- كأنما مصدرهم مع الارهابيين واحد – واستقلالا من تبعية اية جهة كانت، وهي التي انشئت غربيا، ومولت من صناع الربيع السوري المزيف، مؤتمرة بأوامره في تلفيق التهم، وصناعة زيف الادعاءات التي صبت على النظام السوري وجيشه الابي، ومنها رجمه باستخدام الكيماوي ضد شعبه في مناسبات اقتضى الأمر ذلك واليوم ضاقت بفلولهم الارض المتبقية عليها، فهرع اليهم ممولوهم، لاستنقاذهم من مصير محقق، يلقون فيه جزاء بهتانهم وجرائمهم، وكان اول المنقذين لمن فقدوا شرف الانسانية، من عرف بانه في حد ذاته عدو للإنسانية، هذا الكيان الصهيوني الذي أثبت بالأدلة والأرقام التي أقرها المنتظم الاممي، انه الاكثر اجراما من اصحاب الخوذ البيضاء انفسهم، بل ان هؤلاء تلاميذه ومريدوه، ولذلك تحركت عناصره الحدودية لاستنقاذ اعدادهم اللاجئة اليه من الوقوع بين ايدي الجيش السوري وقواه الرديفة، تماما كما فتحت طواقمه الطبية العسكرية، احضان المكر والدهاء، أذرعها لجرحى ارهابيي داعش والنصرة، تطوعا منهم لعلاجهم، ليس حبا فيهم – وعادة الصهيوني أنه لا يحب سوى نفسه- وانما حبا في اعمالهم الاجرامية، التي خدمت بإخلاص الاهداف الصهيونية والغربية، التي عملت من اجل الاضرار بسوريا، ولم تصل الى مبتغاها الا بواسطة هؤلاء الاشقياء الحمقى.  انقاذ هؤلاء العملاء ليس من اجل اشخاصهم، وفي قوانين العمالة المعمول بها، أنه لا قيمة للعميل لدى مشغّله بعد انتهاء مهمته، سواء نجحت تلك الاعمال أم فشلت، فما يهمه بالأساس أن تبقى العلاقة تأسيسا وتمويلا وتخطيطا، في طي السرية والكتمان، وبقاء هؤلاء تحت تهديد وقوعهم بين ايدي الجيش والنظام السوري، من شأنه أن يكشف بالدليل، ما كان خافيا منهم امام الراي العام العالمي، المتوهم – بالإعلام المضلل – انهم رجال انقاذ متطوّعون ومحايدون.  ويبدو ان اعداد الفارين منهم تجاوز 1500 شخص، اغلبهم اثر الكيان الصهيوني على الاردن، وبقيت بقية منهم، لا تزال تعمل في اقصى الشمال السوري (إدلب) وريفها، ليس لهم من ملجأ بعد ذلك، سوى الاراضي التركية، واعتقد بحسب سير عمليات تحرير الاراضي السورية من براثن الارهاب، أن الاجلاء الاخير سيكون تركيا، إن امكن لبقية عناصر الخوذ، أن تنفذ بجلود أصحابها.  وقد نشر موقع )والاه( الإسرائيلي، نقلا عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله : (متابعة لطلب الولايات المتحدة ودوّل أوروبية أخرى، وبناء على توجيهات المستوى السياسي، استكمل الجيش الإسرائيلي في الساعات الأخيرة جهدا إنسانيا، لإنقاذ نشطاء في منظمة سورية وذويهم، من منطقة القتال في جنوب سوريا، وذلك بعد أن كانوا تحت تهديد فوري لحياتهم. . .  وقد اقر الصهاينة بنقل 800 عنصر من تلك المنظمة بعائلاتهم، ولم يكن تدخله انسانيا، وانما كان بناء على مصالح مشتركة بينه وبين رعاة المنظمة، ولا اعتقد أن الكيان مستثنى من دور مهم فيها.  وأعجب من الخوذ البيضاء ودورهم المشبوه خلال فترة نشاطاتهم في سوريا موقف اغلب الاخوان الذين ايدوا ودعموا الارهاب في سوريا على اساس انه ثورة، فكلما تعرت صفحة من بهتان هذه الثورة، كلما ازدادوا اصرارا على مواقفهم، كأنهم يرون بنور خاص لا يرى به غيرهم، ممن ابصر الحقيقة ما جرى هناك، وتكشفت له جوانب لا ترى بالعين الاخوانية، خصوصا اذا كانت بعين الشيخ (راشد الغنوشي).

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023