غزة وإعصارها الرمضاني!..بقلم: د.تركي صقر

غزة وإعصارها الرمضاني!..بقلم: د.تركي صقر

ما عادت هجمات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ترفاً تمارسه حكوماته، ولم تعد حماقات نتنياهو الدموية المجرمة تجاه أهالي غزة تمر من دون رد مزلزل، والعدوان الصهيوني الجديد على غزة الذي صادف مع مستهل رمضان المبارك واجهته فصائل المقاومة الفلسطينية المتمرسة على الفور بإمطار المستوطنات الصهيونية بمئات الصواريخ التي وصل مداها إلى ما يقارب الأربعين كيلو متراً لأول مرة.
على الدوام شكلت غزة ومقاومتها الجبارة شوكة في حلق حكومات الاحتلال الإسرائيلي التي عجزت عن كسر المقاومة وإخضاعها سواء بالحصار أو الحديد والنار وجرب نتنياهو حظه مرات ولاقى الفشل الذريع، وهذه المرة يريد نتنياهو أن يظهر سطوته بعد فوزه بالانتخابات وأن يحقق من عدوانه تعبيد الطريق لـ«صفقة القرن» من دون معارضة فلسطينية تذكر وأن ينجز ذلك في الموعد الذي ضربه كوشنير صهر ترامب وعرّاب «الصفقة» بعد نهاية شهر رمضان الجاري.
لقد ظن نتنياهو المزهو بنصره الانتخابي والمسلح بدعم لا محدود من ترامب وصهره والمستظل بتواطؤ أنظمة عربية وتخليها عن القضية الفلسطينية ومقاومتها أنه يستطيع أن يحقق نصراً سهلاً وسريعاً على المقاومين الشجعان في غزة هاشم، لكن الرد الصاروخي الكثيف والبعيد المدى والمتواصل جعل أحلام نتنياهو في حالة من الانكسار والإحباط وخاصة وهو يشاهد عشرات آلاف المستوطنين الذين وعدهم بالأمن والأمان يهرولون إلى الملاجئ ليناموا فيها وليس سكان المدن الكبرى ولاسيما «تل أبيب» أقل هلعاً ورعباً بعد أن طالت صواريخ المقاومة مشارف هذه المدن وسوت أبنية فيها بالأرض.
وإذا ما استمر نتنياهو في عدوانه الوحشي على غزة فإن المقاومة ستطور ردّها كماً ونوعاً وفي جعبتها الكثير من المفاجآت المذهلة التي لا يتوقعها العدو المتغطرس والذي لا يعرف حدوداً لسفك الدماء الفلسطينية والتدمير الممنهج لمنازل الفلسطينيين، وثبت أنه لا يرتدع إلا بالمقاومة والصواريخ التي حطمت قبته الحديدية وجبروت آلته العسكرية ومهما كان حجم الخسائر الذي اعتادت المقاومة عليه لن تستسلم وقادرة على أن تحول هذا الشهر الفضيل إلى إعصار رمضاني يلقن نتنياهو درساً لن ينساه.
tu.saq@gmil.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023