فرنسا المأزومة بماكرون!!

تاريخ فرنسا مع العرب يعج بالمواقف السلبية، وتتخذ من الإسلام موقفا عدائيا بل موغلا في العداء، وعندما إحتلوا سوريا ضرب الجنرال الغازي غورو قبر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الفرنجة، وقال له: ها قد عدنا يا صلاح الدين!!! كما أن فرنسا إستدمرت لبنان وما تزال آثار إستدمارها تنخر في لبنان الطائفي حتى يومنا هذا.

أما في الجزائر فحدث ولا حرج، إذ كان المخطط الفرنسي يهدف إلى تحقيق إحتلال احلالي في هذا البلد العربي المسلم، وعند إحتلال فرنسا للجزائر ذهب الملك شارل للصلاة في الكنيسة وتقديم الشكر للرب، لأنه مكّن أمة مسيحية من الإنتصار على أمة إسلامية، وبعد مرور قرن على الإحتلال إحتفل الفرنسيون بأنهم نجحوا في إزاحة الهلال من الجزائر وأحلوا محله الصليب أي أنهم حولوا الجزائر إلى بلد مسيحي!!!

أخطأ الفرنسيون في حساباتهم، وربما لم يدر بخلدهم أن أهلنا في الجزائر لن يقبلوا الإحتلال حتى لو وصل مداه إلى مئة عام، فالرومان مكثوا في المنطقة ثلاثة قرون، ومع ذلك اصبحوا أثرا بعد عين، وتركوا آثارهم في بلادنا معالم سياحية لو أحسنا إستغلالها لحلت مشاكلنا الإقتصادية، تدل دلالة قطعية أنه لا بقاء لمستدمر وهذه رسالة صريحة للمستدمرين اليهود الخزر في فلسطين، وقد مارس الفرنسيون اجراما عزّ نظيره في الجزائر، ووصلت بهم الأمور إلى سرقة جماجم الشهداء الجزائريين ووضعها معالم سياحية في متاحفهم، بعيدا عن الأخلاق والذوق.

فرنسا أيضا أسهمت بطريقة مباشرة في إغتصاب فلسطين،  من خلال معاهدة سايكس-بيكو التي قسّمت المنطقة بينها وبين بريطانيا ووافقت على إستحواذ بريطانيا على فلسطين،  كي تفرض وصايتها عليها من أجل تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين، كما أن فرنسا مكّنت مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية نوويا،  بتزويدها بالمستلزمات اللازمة لصناعة القنبلة النووية منتصف ستينيات القرن المنصرم.

ومنذ أن مكنت الماسونية العالمية الماكر ماكرون من التربع على عرش فرنسا،  أشهر هذا الماكر سلاحه وتمنطق بمنطق حقد الفرنجة،  الذين إحتلوا الشرق وذبحوا من مسيحيين الآلاف إضافة إلى المسلمين،  رغم أن السبب المعلن لتلك الغزوات كان انقاذ المسيحيين من المسلمين؟؟؟؟!!!!، وأوغل الماكر ماكرون في عدائه للإسلام ووصفه بأنه مأزوم، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل ليس على جهله فقط،  بل على جهل مستشاريه المتصهينين الذين لم ينصحوه بعدم اللعب بالنار واهانة الإسلام والمسلمين،  الذين هبوا هبة رجل واحد بعد إصرار الماكر ماكرون على اعادة نشر الصور المسيئة لنبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، وألحقوا خسارات كبيرة بالإقتصاد الفرنسي،  ما جعله يخرج إلى الإعلام العربي ويتوسل بوقاحة عدم إستمرار المقاطعة مع تأكيده على نشر الرسوم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على غباء سياسي مطبق، لأنه ليس هكذا يتم الخروج من الورطات.

رغم أن عدد مسلمي فرنسا يفوق 8 ملايين مسلم إلا أنه ولإرضاء مشغليه،  شن عليهم هجوما شديدا ووصفهم بالإنفصاليين،  وأوعز لقواته الأمنية بمداهمة المساجد تمهيدا لإغلاقها، دليلا آخر على غبائه السياسي وجهله بمباديء وأصول الحكم الرشيد القائم على العدل والتعددية، والغريب في الأمر أن صهاينة العرب من المراهقة السياسية في الخليج تحالفوا معه وأيدوه بغبائه المطبق،  إنطلاقا من تماهيهم معه في كل معتقداته،  فهم يحاربون الإسلام ويعملون جاهدين على تهويد مجتمعاتهم من خلال برامج الزيارات العائلية المشتركة والتعايش من أجل ترسيخ التطبيع الرخيص.

الماكر ماكرون يتخبط ظانّا نفسه ذكيا، إذ هرع إلى لبنان بعد انفجار ميناء بيروت وقدم نفسه المنقذ والحامي للبنان، وحاول التدخل في الحرب الأذربيجانية -الأرمنية ضد تركيا التي يناصب رئيسها أردوغان العداء،  ما أجبره مؤخرا على الرد عليه”كأنك تحمّلني مسؤولية زواجك”!!!؟؟؟ وهذه رسالة ملغومة وتطفح بالسخرية،  وآخر رسالة وجهها للبنانيين أن عليهم اختيار حكومة جديدة وإلا لن يحصلوا على المساعدات الدولية.

رغم نطنطة الماكر ماكرون هنا وهناك لإثبات ذاته ونسيان فشله في حكم فرنسا، وزمجرته على الإسلام بدفع شيطاني صهيوني والظهور بمظهر المخلص لمشاكل لبنان على سبيل المثال،  إلا أنه يقف عاجزا عن حل مشاكل بلده،  ولم يتمكن من لجم الشارع الفرنسي المنتفض منذ فترة،   الذي أشعل النيران مؤخرا احتجاجا على سياسة ماكرون الفاشلة،  وهنا يظهر معدن الرجال ….إصلح بيتك أولا!!!ونسوق إليه نصيحة الخليفة هارون الرشيد لواليه في خراسان الذي كان يعاني من مشاكل مع الشعب:”داو جرحك لا يتسع”؟؟؟!!!

أغرب ما في الأمر ان الماكر ماكرون وخلال مؤتمر صحي مشترك مع التسي تسي في طولوز،  قدم إعتذارا مغلفا بالخبث للمسلمين،  وقال أن الرسوم المسيئة حرية رأي ولا تمثل الحكومة أو الرئيس، وسؤالي لرئيس الغفلة هذا:هل يستطيع أي فرنسي الإساءة لليهود أو إنتقاد مستدمرة إسرائيل الخزرية التلمودية الإرهابية، أو التشكيك بالهولوكوست المتخيل؟ وماذا فعلت فرنسا “الحرة “بفيلسوفها المسلم المفكر روجيه غارودي؟

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023