فنزويلا العصية على الانقلابات…بقلم: راتب شاهين

فنزويلا العصية على الانقلابات…بقلم: راتب شاهين

لا تكفّ الولايات المتحدة الأمريكية عن التآمر على فنزويلا لإركاعها وتجريد شعبها من المكتسبات التي حققها زعيمها الراحل هوغو تشافيز بتأميمه قطاع النفط وانتزاعه من مخالب الشركات الأمريكية ووضعه بيد الشعب، فالرئيس الحالي نيكولاس مادورو كشف عن تجنيد واشنطن لرئيس المخابرات السابق كريستوفر فيغيرا للتنسيق للانقلاب الفاشل الذي وقع أواخر نيسان من هذا العام.
في أمريكيا اللاتينية تختلف حروب أمريكا وتعاطيها فأغلبها مؤامرات استخباراتية لدعم انقلابات تنتج ديكتاتوريات صارخة، تضع مقدرات بلدانها بيد الشركات الأمريكية وتدعمها واشنطن إلى النهاية إلى أن يقول الشعب كلمته، فحينها تبدأ العقوبات الأمريكية بالانهمار على الشعب.
تغيب عن الحرب الأمريكية على فنزويلا مصطلحات (الشرعية ودعم الديمقراطية) فحربها في هذا الجانب خاسرة فهي تدرك شرعية وشعبية الرئيس مادورو التي يستند عليها، بينما تحضر مصطلحات (الحرية) وغيرها وبكل وقاحة «تغيير النظام»، وهذه هي الحال في أي دولة لا تنفع فيها الديمقراطية بالنسبة لواشنطن، فحين تنتج الديمقراطية سلطة خارجة عن رغبة واشنطن تكون العقوبات الاقتصادية والحصار سلاحها للتضييق على الشعوب في رهان مستمر على قلب المزاج الشعبي على الحكام. كما يحدث مع فنزويلا اليوم.
كل يوم تتصاعد الهجمة الإمبريالية الأمريكية على فنزويلا لكنها لم تحقق إلى الآن مبتغاها، فالرئيس مادورو لا يقف وحيداً, فأغلب الشعب الفنزويلي معه, ذاك الشعب الذي يرفض طي تراثه الثوري، إضافة إلى الدعم الكبير الذي تتلقاه بلاده من معظم دول أمريكيا اللاتينية وعلى رأسها كوبا، التي تتعرض وبسبب دعمها لكاركاس ولأسباب أخرى إلى التهديد الأمريكي.
في الجانب الدولي وبعد الغياب الطويل للاتحاد السوفييتي بعيد انهياره عن ساحة أمريكيا اللاتينية، عادت روسيا بقوة تساند فنزويلا وبخاصة في المجال التقني بعد هجمات «سيبرانية» أمريكية على قطاع الكهرباء وأيضاً في المحافل الدولية إلى جانب الصين الممتعضة من طريقة التعاطي الأمريكي مع سيادة الدول وبخاصة التي ترتبط مع الصين بمصالح اقتصادية.
النهج الأمريكي العدائي تجاه شعوب العالم أوجد لأمريكا المزيد من الأعداء، الذين لا يمكنهم إلا التجمع في تكتل واحد وعلى مستويات مختلفة من السياسي إلى الاقتصادي والتقني لمواجهة هذه الغطرسة الأمريكية.
فنزويلا التي كانت لفترةٍ وحيدةً في مواجهة الإمبريالية الأمريكية هي الآن رأس مقارعة الرأسمالية العالمية في أمريكيا الجنوبية، وعلى صمودها ترتسم بعض معالم العلاقات الدولية.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023