فيديو: وثائقي حول التاريخ السري لحركة النهضة وعلاقته بالإرهاب في تونس..

فيديو: وثائقي حول التاريخ السري لحركة النهضة وعلاقته بالإرهاب في تونس..

بث موقع “صواب الرأي” خلال هذا الأسبوع فيلماً وثائقياً حول تاريخ حركة النهضة منذ نشأتها أواخر ستينات القرن الماضي، وصولاً إلى اليوم. وقد وجد الوثائقي قبولاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، في تجربة أولى للوثائقيات الموجهة لجمهور الإنترنت حصراً.

واشتغل القائمون على الفيلم، على أرشيف نادر ومهم لتونس خلال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات. لكن الوثائقي، يعالج تاريخ الحركة الإسلامية التونسية من منطلق نقدي واضح، حيث يعتبر أن نشأت هذه الحركة في ثوبها الأول “الجماعة الإسلامية”، لم يكن تعبيراً عن قوة اجتماعية داخل البلاد أو انعكاساً لحاجة مجتمعية، بقدر ما كان، عملية توسع لتنظيم الإخوان المسلمين وشبكته التي استعادة أنفاسها في أعقاب رحيل الرئيس جمال عبد الناصر.ويشير الوثائقي إلى أنه منذ العام 1978 بدأت الجماعة في تأسيس جهاز أمني وعسكري يقوم على عناصر تابعين لها يتم زرعهم داخل الجيش والشرطة والمخابرات والجمارك، تحضيراً لقلب النظام وهو ما سيحدث بعد سنوات قليلة. بموازاة العمل العسكري السري، كانت المجموعات الطلابية والتلمذية والشبابية التابعة للجماعة قد بدأت منذ بداية الثمانينات في جر الأجهزة الأمنية إلى ساحة العنف، من خلال المظاهرات العنيفة والشغب اليومي في الجامعات والمدارس والسيطرة على المساجد، ليبلغ العنف ذروته باستهداف قيادات الحزب الحاكم وتفجير الفنادق والمرافق السياحية لضرب الاقتصاد. مع بداية العام 1987 بدأت الحرب بين الدولة والتنظيم الإخواني تشتد.

كان النظام يعيش أزمة خانقة بسبب تدهور صحة الرئيس بورقيبة والخلافات بين رجاله. في المقابل كان الإسلاميون يزدادون قوة في الشارع وينظمون المظاهرات اليومية التي أرهقت الأجهزة الأمنية وأضعفتها إلى حد كبير.

لكن بورقيبة قد قرر حينذاك الذهاب بعيداً في مواجهة الجماعة، وأمر باعتقال كل قياداتها وأعضائها وتقديمهم لمحكمة أمن الدولة مطالباً بإنزال حكم الإعدام بهم ودون تأخير. عندما أدركت الجماعة عزم الدولة هذه المرة على القضاء عليها نهائياً، بعد أن تحول عملها من المطالبة بالحرية إلى المجاهرة بالدعوة إلى العنف وإسقاط النظام بالقوة وممارسة هذا العنف ضد المؤسسات والأفراد.

عندها قررت الجماعة المضي في مشروعها الانقلابي في محاولة أولى في العام 1987.ويعالج الوثائقي بشكل مركز الحقبة التي أعقبت سقوط نظام بن علي وصعود حركة النهضة إلى السلطة، والعنف الذي غرقت فيه البلاد خلال سنتين، ويشير الفيلم إلى أن ” حركة النهضة عادت إلى البلاد مدججة بخطاب المظلومية الذي وجد صدى في نفوس قطاعات واسعة من الشعب.

كما عادت إلى سيرتها الأولى في الارتباط العضوي والفكري بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ومشروعه العابر للأوطان. كان واضحاً منذ البداية أن الحركة وفي شخصها رئيسها الغنوشي قد انخرطت في مشروع أخونة المنطقة العربية، الذي تقوده الجماعة الأم في مصر برعاية قطرية وتركية. مستفيدين من الفراغ الأمني والسلطوي الذي أحدثته موجة الربيع العربي”.

ويعرج الفيلم إلى مسألة شديدة الأهمية وهي المراجعات الفكرية التي أعلنت عنها حركة النهضة في مؤتمرها العاشر في العام 2016. حدث ذلك منذ أكثر من عاميين، لكن حتى اليوم لم تصدر أي وثيقة رسمية عن الحركة تبين هذا الفصل وتوضحه أو تتحدث عن أخطاء الماضي أو تنقد الجمع الذي كان قائماً بين الشأنين الدعوي والسياسي داخل تنظيم حزبي واحد.

لا تبدو مراجعات النهضة جادة أو عميقة. بقدر ما هي خطوة تكتيكية للتأقلم مع واقع موازين القوى القائم والمختل ضدها، داخلياً بعد هزيمتها الانتخابية في العام 2014، وخارجياً بعد سقوط المشروع الإخواني في مصر وليبيا وسوريا واليمن والضعف الذي لحق بحلفائها القطريين والأتراك. فبعد 2013 جرت مياه كثيرة تحت الجسور دفعت النهضة للقيام بخطوة التفافية لتنقذ نفسها من مصير نظرائها في مصر. تكشف دروس التجربة التاريخية عن هشاشة وعدم مبدئية المراجعات التي تطلقها الحركات الإسلامية.

كما حدث مع الجماعة الليبية المقاتلة عندما عقد صلحا مع القذافي ونشرت مراجعات نقضتها بعد أقل من سنة عندما عادت لرفع السلاح في وجه الدولة، والحال نفسها مع مراجعات الجماعة الإسلامية المصرية وتنظيم الجهاد. فالجماعات الإسلامية لا تتجه نحو المراجعات إلا في أيام الشدة ثم ما تلبث أن تنفض يدها من أي مراجعة عندما تتمكن من السلطة، حسب ما ورد في الوثائقي.

حقائق اون لاين

مقتطفات من الوثائقي:

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023