في الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاقة انتفاضة الحجارة الفلسطينية العظيمة

في الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاقة انتفاضة الحجارة الفلسطينية العظيمة

بقلم صلاح المصري |

بسم الله الرحمن الرحيم “و نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين “

يحيي الشعب الفلسطينى العظيم و الأمة العربية والإسلامية و جميع المستضعفين في العالم الذكرى الثانية و الثلاثين لانطلاقة انتفاضة الحجارة الفلسطينية العظيمة، في مرحلة يستمر فيها نفس الصراع بين العدو الصهيوني والأمريكي و شركاؤهم في العالم من جهة و بين الشعب الفلسطيني الجبار الصامد و شركاؤه من قوى المقاومة العربية والإسلامية و العالمية. و يأخذ الصراع جميع الأشكال الممكنة له حيث يعمد العدو الى تحريك جميع الفتن حتى يستعيد المبادرة ويعوض خسائره الكثيرة بفعل قوى المقاومة المتنوعة.
1~ نقاوم النسيان:
انطلقت شرارة انتفاضة الحجارة بعد أن دهست احدى المركبات الصهيونية عمدا و عن قصد مقصود، عمالا فلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين و جرح 9 آخرين و في اليوم الموالي خرج سكان مخيم جباليا لتشييع الشهداء و قاموا برشق جيش الاحتلال الصهيوني بالحجارة، فاشتعلت الانتفاضة لتعم الأرض الفلسطينية، وكانت الحجارة هي أداة الهجوم و الدفاع التي استعملها المقاومون و أطفال الحجارة خاصة،
و أصبح مصطلح ” الإنتفاضة ” معروفا دوليا و تم تداوله في مختلف لغات العالم بصيغته العربية دون ترجمة.
-2-دور الإنتفاضة وطنيا و اقليميا و دوليا:
فرضت الانتفاضة الشعبية على العالم كله أن يهتم بالقضية الفلسطينية و أدانت بشكل كبير كيان الإحتلال، و كشفت بعمق حقيقته الإجرامية العدوانية،و تحولت الانتفاضة نفسها إلى نموذج في النضال السلمي ضد الإحتلال.
3~ وحدة الشعب الفلسطينى:
وكانت المفاجأة الصدمة لكيان العدو الصهيوني هي موقف عرب 48 الذين أعلنوا موقف الدعم الكامل للانتفاضة الشعبية وأكدوا أنهم جزء من تلك الانتفاضة، حيث نظموا المظاهرات وأرسلوا المساعدات المالية و الغذائية و الأدوية،
كما تم انشاء قيادة وطنية موحدة للانتفاضة تجاوزا للانقسامات التي كانت سائدة في ساحة النضال الوطني الفلسطيني،وهي التي تصدر البيانات و القرارات،
4~المواجهة مع العدو الصهيوني:
اعتمد العدو الصهيوني جميع الوسائل لوقف انتفاضة الحجارة و لكن دون نتيجة فاستعمل سياسة ” تكسير العظام ” التي أراد من خلالها كسر الإرادة الشعبية للفلسطينيين و لكنه فشل فيها رغم بشاعة الصور التي نشرت عن مجموعات من عصابات جيش الاحتلال و هي مجتمعة حول طفل صغير و تمسك بالحجارة تكسر بها عظام ذلك الطفل.
و قد قدم الشعب الفلسطيني تضحيات عظيمة بلغت 1262 شهيدا منهم 241 طفلا و تسعين الف جريح و ستين ألف اسير في سجون الاحتلال الصهيوني، و تم اقتلاع 140000 شجرة من المزارع الفلسطينية
و لكن في المقابل تكبد العدو الصهيوني للمرة خسائر مادية و سياسية كبيرة.
4~ التأسيس الثالث للثورة الفلسطينية:
يمكن اعتبار انتفاضة الحجارة الفلسطينية العظيمة هي التأسيس الثالث لهذه القضية الوطنية والقومية  والإسلامية فبعد ثورة الشهيد عزالدين القسام و انتفاضة يوم الأرض تأتي انتفاضة الحجارة لتكون منعرجا حاسما في تاريخ المقاومة الشعبية حيث استطاع الشعب الفلسطيني أن يجبر جميع القوى العالمية الداعمة لكيان العدو الصهيوني و شريكته في المسؤولية التاريخية على الابتعاد عنه نسبيا لحجم الجرائم التي سببت ادانة دولية كبرى ضد الإحتلال الصهيوني، وخرجت مسيرات حاشدة في مختلف دول العالم داعمة للحق الفلسطيني، كما بدات لأول مرة هجرة عكسية من كيان العدو الى خارجه بسبب الخوف من الاحتجاجات، وعمليا استطاعت الانتفاضة أن تقتل 160 صهيونيا وهو رقم كببر بالنسية لكيان يقوم على عقيدة التفوق الشامل و المطلق.
5~ الإعتراف:
و قد اعترف العدو الصهيوني بما حققته الانتفاضة الشعبية حيث نقرأ كلمات للمؤرخ اليهودي الصهيوني زييف شيف في كتابه ” الانتفاضة ” :
«إن الفلسطينيين فاجأوا إسرائيل بفتحهم جبهة جديدة ضدها، عنف مدني شعبي ولم يكن الجيش الإسرائيلي على استعداد لذلك، فلم تكن لديه التجهيزات الملائمة لمواجهة هذه الجبهة، وقد انكشفت إسرائيل بضعفها بغتة في الخارج ولسكانها على حد سواء. وكانت المفاجأة في شمول الانتفاضة لجميع فئات السكان شباباً وشيباً، نساء وأولاداً ورجالاً قرويين، ومدنيين، متدينين، وعلمانيين، وهذه المفاجأة كانت أعنف من مفاجأتها بحرب يوم الغفران (حرب أكتوبر العام 1973)، فإسرائيل لم تستطع ملاحظة ما يجري داخل بيتها، وفي غرفة نومها».
6~ و تستمر المقاومة من أجل النصر النهائي:
واليوم بقدر ما اتسعت دائرة المقاومة لتصبح محور المقاومة الممتد من فلسطين الى مختلف أقطار الوطن العربي و الأمة الإسلامية و العالم وقد حققت قوى المقاومة انتصارات حقيقية في حروبها المختلفة مع العدو الصهيوني، وتحولت الحجارة إلى صواريخ و طائرات أبابيل وصار شعار الموت للكيان الصهيوني علامة مميزة في مختلف الحركات الشعبية فأخذ الموقف وضوحه التام :
– الحل الوحيد في صراعنا مع العدو الصهيوني هو زوال الكيان الصهيونى نهائيا و عودة الأرض الفلسطينية كلها من النهر إلى البحر للشعب الفلسطيني،انه صراع وجود و ليس صراع حدود و انه صراع عالمي شامل يجب على كل الشعوب ان تشارك فيه،
– و لتحقيق هذا الهدف الكبير لا بديل عن المقاومة الشاملة بجميع أشكالها،
– جميع الصراعات الأخرى ثانوية ويقوم العدو الصهيوني بتغذيتها من أجل إضعاف حركات المقاومة وتفجير بيئة المقاومة، ومن الواجب ادارة الحوار المباشر و الصريح في سبيل معالجة هذه الصراعات الثانوية بما يقتضيه الواجب الوطني المقاوم.
– على قوى المقاومة في الأمة العربية والإسلامية أن تقوم بواجبها في مواجهة جميع المشكلات التي تواجه شعوبها و ان يتم اعتماد المقاربة الشاملة في المقاومة حتى لا تترك أي ثغرة يتسرب من خلالها العدو الصهيوني و الأمريكي والبريطاني.
7~ في الخاتمة:
لقد قدم شعبنا الفلسطيني و الأمة العربية والإسلامية عشرات الآلاف من الشهداء في خط مقاومة الامبريالية و الصهيونية، ورسم الشهداء طريق العزة و الكرامة و النصر،و رفعوا أمتنا إلى مقام معنوي فريد يجعلنا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير نعتبر انفسنا مسؤولين عن تتويجه،
و نحن نذكر شعبنا التونسي بأنّ تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني في قانون هو الخيار النضالي السيادي و المساهمة في زوال الكيان الصهيونى نهائيا.
وهي ومسؤولية يجب العمل لأجلها و المثابرة على ذلك.

#تجريم_التطبيع_مشاركة_في_زوال_الكيان_الصهيوني

#في_الذكرى_الثانيةوالثلاثين_لانطلاقة_انتفاضة_الحجارة_الفلسطينية_العظيمة

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023