في ذكرى كارثة وفاجعة مرفأ لبنان…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

في ذكرى كارثة وفاجعة مرفأ لبنان…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

يصادف اليوم ذكرى الكارثة التي مني بها الشعب اللبناني بتفجير مرفأ بيروت والذي ذهب ضحيته اكثر من 250 إنسان عدا عن الجرحى الى جانب الدمار المادي الهائل الذي تسببه هذا الانفجار. ومنذ بداية الحدث حاولت قوى سياسية معروفة بقذارتها على المستوى السياسي والاخلاقي والانساني تسيسس الحادثة بتوجيه الاتهامات مباشرة الى حزب الله في تخزين نيترات الامونيوم ووجه البعض الاتهامات الى سوريا.  وهذه الحثالة وقاذورات الارض لم تعد تلعب في الخفاء كما كانت سابقا بل ظهرت أفعالها التي تريد من وراءها ان تجر لبنان الى مزيد من الكوارث على المستوى الانساني على أمل تثوير الشعب اللبناني ضد المقاومة التي حمت وما زالت تحمي لبنان من اية إعتداءات اسرائيلية ومن العناصر الارهابية التي ما زال بعض عناصرها يتمتع بحماية ورعاية القوى المعادية للمقاومة وعلى امل استخدامها في زعزعة الامن في الداخل االلبناني وتثوير العصبوية الطائفية والمذهبية.

تناقلت الانباء من لبنان اليوم ان الجيش اللبناني قد قام بتوقيف بعض الاشخاص المتوجهين الى ناحية المرفأ وفي حوزتهم أسلحة وذخيرة وقام بمصادرتها وإعتقال المجموعة. وفي مكان آخر اعتقل شخص وفي حوزته علبة رصاص واقنعة واقية للغاز. وقبل يومين استشهد عدد من اللبنانين اثناء تشيع الشهيد علي شبلي. واليوم قام جيش العدو الصهيوني باستهداف محيط الناقورة وبعض المناطق الاخرى بالمدفعية الثقيلة. وكان هنالك إطلاق بعض الصواريخ من الارضي اللبنانية بإتجاه مستوطنات إسرائيلية ولم يعلن اي طرف مسؤوليته عن هذا للان والسؤال هل إطلاق هذه الصواريخ كان من جهة تريد ان يقوم الجيش الاسرائيلي بالرد في الداخل اللبناني؟

اليوم من المفترض ان تكون هنالك تحركات جماهيرية بذكرى فاجعة المرفأ وعدم الوصول وبعد عام من الفاجعة الى عدم وصول التحقيقات التي جرت الى نتائج ملموسة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانفجار. ومن الواضح ان هنالك اطراف محلية وإقليمية ودولية ليس لها مصلحة في الكشف عن الحقائق ومن الذي تسبب في هذه الكارثة. هنالك العديد من الاسئلة التي لم تجد اية إجابة واضحة عليها للان من الذي قام بتخزين هذه المادة؟ ولماذا تركت كل هذه الفترة في المخازن دون التخلص منها بالرغم من معرفة خطورتها وحجمها التدميري؟ ومن هي الجهة التي استخدمت جزءا لا باس به من هذه المواد المتفجرة؟ ولماذا كان من السهولة بمكان للوصول الى منطقة تخزين هذه المادة؟ ومن هي الجهة التي سهلت هذا التهريب؟ وهل فعلا تم الانفجار نتيجة حريق أم صاعق او صاروخ من قبل طائرة من الجو؟ والسؤال الاكبر ربما هو لماذا ترفض كل من فرنسا والولايات المتحدة للان تسليم الصور الفضائية التي التقطت قبل وبعد الانفجار؟ وما الذي تخفيه هذه الصور أو ماذا تريد كل من فرنسا وأمريكا إخفاؤه من عدم تسليم هذه الصور الى الحكومة اللبنانية بالرغم من طلب الرئيس عون شخصيا من الرئيس الفرنسي ماكرون عندما اتى لزيارة لبنان بعد الحادثة مباشرة؟  ولماذا هذا التلكأ من قبل الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية في التحقيقات التي مضى عليها عام كامل؟ ومتى ستنتهي هذه التحقيقات وهل سنبقى ندور في هذه الحلقة لشهور وربما لسنوات قادمة دون التوصل الى الحقائق؟

في تقديري المتواضع ان إبقاء التحقيقات في المجال الفني وعدم الغوص في الطرف السياسي منها وهو ما لا يريده البعض المحلي والدولي وذلك لاخفاء الحقائق والاكتفاء بتوجيه التهم الى بعض الافراد اللذين قصروا في مهماتهم ومسؤولياتهم الفنية, وبالتالي سينتهي التحقيق في إعطاء غطاء قانوني وبراءة خفية للجهة المسؤولة عن عملية التفجير. ونضيف لنقول ان مرتكبي الحادثة لهم مصلحة في تدمير الاقتصاد اللبناني ومحاولة تركيعه سياسيا ضمن مخططات التطبيع والارتماء في أحضان بني صهيون ومحاصرة محور المقاومة. وللاسف الذي يبدو ان هذا الجاني من التحقيقات إما غائب أو مغيب.

أما بالنسبة الى اليوم والتحركات الشعبية والتظاهر بهذه المناسبة أملنا ان يمر اليوم بخير لان هنالك أطراف لديها الاستعداد لا بل ونقول ان البعض قد تحضر للاستغلال السياسي بهذه الذكرى المؤلمة وربما يسعى هذا البعض الى المصادمات والاشتباك مع عناصر الجيش اللبناني والقوى الوطنية.

* كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023