في زمن الكورونا: هل نحن جاهزون لمحاربة هذا الفيروس؟…بقلم محمد إبراهمي*

في زمن الكورونا: هل نحن جاهزون لمحاربة هذا الفيروس؟…بقلم محمد إبراهمي*

سؤال أرى من الضروري طرحه: هل نحن جاهزون لمحاربة هذا الفيروس؟

هل يستطيع الشعب الإلتزام بالتعليمات الوقائية والإحترازية لمنع إنتشار فيروس كورونا ؟

الشعب ضاقت به الحياة وليس بحاجة لخطابات جوفاء وشعارات ربما لا يفهمها أصلا.. كيف لنا ان نتحدث عن دولة قوية وعادلة و شعب يعشق وطنه المنكوب بنخبته المتآمرة عليه و يعتقد أن بحبه لوطنه ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ له ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ يعيش ﻣﺤﺮﻭم ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، كيف لنا ان ندخل في حرب ضروس مع فيروس كورونا والإنتصار ليس بالأمر السهل اليسير كما يتوقعه البعض، البلاد في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة هي في أحوج الظروف من أي وقت مضى ولا بد من المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام والاتفاق على برنامج وطني تسخر له كل القدرات والجهود والامكانيات متكاتفة لتنفيذه ، وتوحيد كل الجهود للمعركة الحقيقية مع فيروس كورونا المستجد، فنحن اليوم نتحمل مسؤولية انقاذ البلاد من الأزمة الوبائية العالمية بإمكانيات ضعيفة و لكن بعزيمة قوية و بوعي الشعب.

على الطبقة السياسية الإلتفاف حول المزيد من الإجراءات الاحترازية في في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين، وبالتالي تحاول أن تكون الدولة بكامل إمكانياتها على قدر المسئولية وتتخذ هذه القرارات لحماية الشعب و البلاد من هذه الأزمة الوبائية و تبعاته الصحية و الإجتماعية والاقتصادية.

على الشعب ان يلتزم بالتعليمات الوقائية والإحترازية ويحمي نفسه بنفسه ويحمي غيره، لا احد يستطيع أن ينكر الصعوبات التي تمر بها البلاد من هشاشة الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي المتدهور منذ تسع سنوات جراء إنشغال الطبقة السياسية في صراعاتها و تهاون الحكومات المتعاقبة اوصلنا إلى ما لايحمد عقباه، الإستهتار بالبلاد اوصلنا إلى ما نحن عليه.. أنظرو إلى حال تونس والمنظومة الصحية كيف سنواجه هذه الآفة و لا نملك سوى 240 سرير إنعاش فقط على مستوى كل الجمهورية كما أن المستشفيات تفتقر للامكانيات التي يمكن أن تجابه هذا المرض إذا ما وصل إلى المرحلة الثالثة.. أريد أن اقول يكفي إستهتار واللامبالاة وعلى الطبقة السياسية الإلتفاف حول هذه الأزمة الوبائية بالتعقل والرشاد والأخذ بعين الاعتبار الوضع الحرج للبلاد وضرورة إجراء حوار استراتيجي وطني جامع حول إصلاح المنظومة الصحية وتطويرها وتوفير الموارد اللازمة للتصدي لهذه الأزمة، اليوم نحن بحاجة إلى استباق في القرارات وليس مجاراة للأزمة.

ولابد من الإتعاض من هذه الأزمة الوبائية، وعلى الحكومة مصارحة الرأي العام بأن معضلة التعامل مع هذا الوباء ليست صحية فحسب وإنما هي أيضا اجتماعية وإقتصادية وسياسية، وعلى الشعب ان يكون واعيا بحجم خطورة هذه الأزمة الصحية الخطيرة المتسارعة التي تشهدها كل بلدان العالم، وانعكاساتها على كثير من مناحي الحياة الشخصية والمهنية، و سلبياتها على الآوضاع الإجتماعية والإقتصادية.. و أدعو من هذا المنبر الدولة و هياكلها إلى وضع قوانين ردعية و معاقبة كل أنواع وأشكال الاحتكار للمواد الغذائية والصحية، ومراقبة الأسعار في الأسواق والمحلات التجارية والصيدليات و أعتبر كل شكل من أشكال الإحتكار في هذا الظرف هي خيانة عظمى للدولة وشعبها و أرى ان كل من لا يمتثل للحجر الصحي يعتبر مرتكبا لجريمة تعريض الصحة العامة للخطر..وبعيدا عن التشائم و التهويل أرى ان البلاد تسير في الإتجاه الصحيح و الإنتصار على هذه الحرب الوبائية العالمية لن يكون إلا بالوحدة الوطنية قولا وفعلا، قلبا وقالبا..

الأزمة الوبائية العالمية: بالقيادة الحكيمة و بتضافر جهود كل القوى السياسية و الشعب الواعي سنخرج من هذه الحرب بأخف الأضرار..

“رب ضارة نافعة” كورونا المستجد سيزول و سيكشف لنا الأقنعة والنوايا، فالأيادي المرتعشة لا يمكن أن نبني بها تونس.

“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”

عاشت تونس…عاشت الجمهورية

* ناشط سياسي

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023