قطار الإنتخابات الفلسطينية  سوف يسهم بالتوافق الوطني…بقلم عمران الخطيب

قطار الإنتخابات الفلسطينية  سوف يسهم بالتوافق الوطني…بقلم عمران الخطيب

بغض النظر عن كل المعيقات السابقة والمعطلة بإنهاء الانقسام الفلسطيني فإن التفاؤل سيد الموقف وهذا التفاؤل للأسباب موضوعية حيث توصل الحركتي فتح وحماس هو تأكيد على أن لا أحد يستطيع أن يقود الحالة الوطنية منفرداً دون الآخر وأن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية سوف يتجاوز الجميع بدون استثناء في ضل صفقة القرن والضم والتطبيع وأن المفاصل الأساسى في إفشال صفقة القرن وتداعياتها الكارثية يتطلب المضي في تطلعات الشعب الفلسطيني في إنجاز إنهاء إجراءات الانقسام حتى يتم إستكمال المشروع التحرري وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. لذلك فإن ضمان حماية المشروع الوطني تتطلب تجاوز المصالح الشخصية والحسابات التنظيمية . فقد تحقق الوصول إلى توافق بين حركتي فتح وحماس حول الإنتخابات العامة وهذا الإتفاق لا يشكل انتقاصا من الفصائل الفلسطينية ولا بديل عن الحوار الوطني الفلسطيني الشامل .لذلك كان هناك حرص من قبل اللجنة المركزية لحركة فتح ممثلة في أمين سر اللجنة المركزية اللواء جبريل الرجوب اللقاء مع الفصائل الفلسطينية داخل الوطن وأطلاعهم على اللقاءات بين حركتي فتح وحماس. وتم إستكمال ذلك بقيام وفد الحركة بالسفر إلى سوريا لإطلاع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق على فحوى اللقاءات مع حماس، وبعد الإنتهاء من الحوار واللقاءات، مع الجميع سوف يتم عقد اللقاء الختامي في العاصمة المصرية القاهرة للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وحضور بعض من الشخصيات الوطنية حتى يتم إعلان الإتفاق وإعلان المرسوم الرئاسي في الإنتخابات التشريعية خطوة أولى وبعد ذلك ينطلق قطار الإنتخابات متتالي إتجاه الرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني.

لقد كانت المحطة الرئاسية كم سبق ذلك خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قطع الطريق على المشروع الإسرائيلي الأمريكي المشترك بشطب القضية الفلسطينية من خلال منع قيام الدولة الفلسطينية وتمرير صفقة القرن والضم.

وحين تم الفشل بالضغط على الرئيس والقيادة الفلسطينية تم القيام بعمليات التطبيع بين دولة الإمارات والبحرين والوعد بدول أخرى سوف تلتحق بقطار التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي. ولكن وبعد مرور شهر ونصف من التطبيع فإن الجانب الفلسطيني يزداد توافقاً في مواجهة التحديات وإن التطبيع ليس له أي قيمة بين دويلات ليس لها وزن أو قيمة سياسية فقد تحقق شيء من سخرية لاذعة داخل الكيان الصهيونى ووسائل الإعلام. وعلى الصعيد الداخلي فقد خسرت نفسها بدرجة الأولى.

لذلك فإن التطبيع لم يحقق النتائج المنشودة للإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لذلك قام الجانبين بالتهديد والوعيد للرئيس الفلسطيني ومحاولات إيجاد البدائل من العملاء وزبانيته من الجواسيس.

كم صرح بذلك فريدمان سفير الإدارة الأمريكية لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واليوم يطل علينا بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية السابق ويقول “القضية الفلسطينية قضية وطنية وقضية عادلة، لكن محاميها فاشلون” موضحا أن القيادات الفلسطينية دائما تراهن على الطرف الخاسر وهذا له ثمنه، وقد سرد قائمة كبيرة من الأكاذيب تتعلق بالزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات، قال له إنه “كان يريد الموافقة على كامب ديفيد لولا تهديد حافظ الأسد له.

أؤكد لك إنك لا تعرف ياسر عرفات وهو كان يعرفك جيداً ودورك المشهود وتاريخي مع CIS .وقبل أن تهاجم وتنتقد القيادة الفلسطينية كان عليك إنتقاد التطبيع والخروج عن مبادرة السلام السعودية والتي أصبحت خلال قمة بيروت مبادرة السلام العربية والتي أفرغت من مضمونها بحكم التطبيع مع “أسرائيل” ومع ذلك تحمل المسؤولية إلى القيادة الفلسطينية، كان عليك إنتقاد الإدارة الأمريكية التي قامت بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعلانها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وانت تعلم أو تتجاهل أن الفلسطيني محامي متميز في الدفاع عن النفس البشرية والقضايا العادلة والمنصفة فقد كان المحامي الفلسطيني الأستاذ احمد الشقيري ممثل المملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بالدفاع عن المملكة . وقد ثمناً صحفي أسرائيلي ويدعو إلى تدريس أقوال الأمير(بندر بن سلطان في المدارس الإسرائيلية بعد الهجوم العنيف الذي شنه الأمير على القيادة الفلسطينية ومباركته أتفاق السلام الإماراتي. شكرا سموك وأنت تعرف نوايا أسرائيل وأمريكا تجاه كل العرب ! ونحن أيضا نعلم أطفالنا كيف ينبطح البعض مجاناً !

لذلك علينا جميعناً دعم بكافة الوسائل بدفع قطار إنهاء الانقسام الفلسطيني، الجميع يراهن على فشل السير في هذا الإتجاه، وتوقع محرر “ميدل أيست آي ” الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست انهيار إتفاق المصالحة بين حركتي “حماس” وفتح” مشيرأ إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لا يزمع تطبيقها على الأرض، وإنما أستخدامها لتحسين مكانته القانونية لإستمرار الحصول على الدعم المالي من قبل الإتحاد الأوروبي.

لكل تلك التداعيات والمخاطر علينا السير بإتجاه المصالحة وإنهاء الانقسام وتشكل الإنتخابات العامة المدخل الرئيسي في المحافظة على تحقيق التوافق والوحدة الوطنية والتي تشكل روافد الإستمرار في التحرر الوطني لشعبنا الفلسطيني الصامد والمرابط على أرضه في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري. وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

 

Omranalkhateeb4@gmail.com

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023