قلبها على العرب وقلب عربها على الحجر!!

قلبها على العرب وقلب عربها على الحجر!!

بقلم د. أنور العقرباوي |

في عاصمة غرفة “الموك” التآمرية، أذنابا أمنية وأخرى بإسم الدين إنتهازية، تعقد مهرجانا كلاميا تثمن فيه مواقف “سليل” الدوحة النبوية، الحليف “الإستراتيجي” للإدارات المتعاقبة الأمريكية، فيما يزعمون مواقفه في رعاية المقدسات الدينية، وفي الشمال الشرقي العربي السوري، محاولات تضليلية من أجل تنظيم ملتقى للعشائر السورية، لم يخفى على أحد غرض التشكيلات الكردية منها الإنفصالية، في ضمان وجود طويل الأمد للقوات الغازية الأمريكية!

ومن السودان تحدثنا الأخبار، عن حال شد وجذب وجس للنبض، رهنت مستقبل ثورته الشعبية فيما ستفصح عنه نوايا العسكر الخفية، وعلى الطرف الشمالي من حدوده المصطنعة الوهمية، قتال شرس يدور رحاه بين أبناء شعب ليبيا العربية، فرقته العصبية القبلية بعد أن تغذت على المال الوهابي وآخر من الخليجي والعثماني، وأعطت الضوء الأخضر على تدميره  ما كان يعرف في حينه بمسمى “الجامعة العربية”، وعن الجزائر فحدث ولا حرج، وإن كانت المؤشرات توحي لنا ببعض التفاؤل والفرج، أما عن اليمن فلا داعي لنا في فتح الجراح، بعد أن غمره وغمرنا النسيان وتناسيناه!

ومن واشنطن تهديدات فارغة كلامية، لا يتعدى المعني منها سوى قاعدته الإنتخابية، وهو اللذي يدرك البلطجي ترامب نفسه رغم ضحالته الفكرية، أن مواجهة الجمهورية الإسلامية ذات الحضارة المدنية التاريخية، ليست كما يصورها له ويدفع بإتجاه المصادمة معها، أركان إدارته العميقة الصهيونية، وهو اللذي تعهد أثناء حملته الإنتخابية، النأي عن جيشه في أي مواجهات خارجية، خاصة وقد اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية، عل وعسى أن يحالفه الحظ ثانية، وهو كذلك من وجهة نظرنا دون منازع، ناهيك عن الحذر في مواجهة محور المقاومة، وما سوف يجنيه الإحتلال الصهيوني من عواقب وخيمة لا تغادر مخاوفهم إزاء حرصهم على أمنه، حتى لا نعرج على الغرض من إستمرار التهديدات الفراغية، كوسيلة لإبتزاز أموال أهل السعودية اللذين في غمرتهم نائمون، وعلى مستقبلهم كما يبدو غير معنيون!

أما من غزة العزة، فإنها رغم الحصار والجراح، فقد جاء منها الجواب وقد انطلقت جماهيرها في مسيرات شعبية، وهي تهتف بأعلى صوتها “الجولان سورية عربية”، حتى تختصر من العصي فهمه على البعض منا، أن فلسطين هي البداية مثلما ستكون النهاية، حين يوم تحريرها سود تسدل الستائر عن الكثير من الخلافات المصطنعة العربية العربية، وحين سوف تعود إلى رشدها الشراذم الإنفصالية، ويوم ستكون ما كان يعرف يوما بالولايات المتحدة الأمريكية، على وشك أن تصبح إرثا من الماضي وهو كذلك، وهو كذلك!

صحيح أن الثمن اللذي دفعته ولا تزال تدفعه غزة نيابة عن كل العرب، إنما هو عن طيب خاطر حتى لو كان الثمن، حامل مع جنينها ووحيدتها في الحياة من الأطفال، وقوافل أخرى من الشهداء على الجرار تتوالى، وأخرى من بعدها تنتظر، ولكن يبقى السؤال من بعدهم منتظرا ولو بعض جواب: ألا تستحق تضحياتها من أجل غدكم ومستقبل أوطانكم، أن تخرجوا إلى الشوارع هادرين، ألا لبيك يا غزة الغار، وأن تتصدر صفحات التواصل الإجتماعي للمجموعات “النضالية، والقومية والتحررية”، كل معاني الدعم والتضامن معها، أم أنه قد صدق المثل فينا: قلبي على إبني وقلب إبني على الحجر، وفي رواية أخرى: قلبها على العرب وقلب عربها على الحجر؟!

غزة يكفيك العزة!

*فلسطيني واشنطن

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023