كتبت ميس فراشات: “مُستعمِر، مُستعمَر”.. طبيعة العلاقة بين المشروع الصهيوني وفلسطين والدول العربية

كتبت ميس فراشات: “مُستعمِر، مُستعمَر”.. طبيعة العلاقة بين المشروع الصهيوني وفلسطين والدول العربية

إن الصراعات تحمل صفة معقدة فهي ذات طبيعة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وايضا تاريخية، وبروز الصراعات لا تقتصر على دول معينة بل ان الصراع يكون في كل مكان من العالم ،ان اشكالية الصراع تكمن في انه لا يقوم الا على العنف والنزاع والتصادم بين المستعمِر والمستعمَر، وفي الواقع هي صراعات همجية بامتياز، فالتاريخ مليء بهذه الصراعات، فالنازية اكبر مثال فهي قائمة على بناء تفكيري عنيف حيث دخل العالم بأكمله في الصراع، فالعالم العربي يعتبر ساحة سياسية لممارسة الصراعات الامبريالية، فالدول الاوروبية قامت بدراسة الشرق ليس حبا به، انما من اجل استعماره والهيمنة عليه، لكن بالطبع الدراسات لم تكن حقيقية فالغرب لم يدرس الشرق كما هو بل من نظرته له حيث وصفوه بالضعف والتخلف وبالطبع اقنعوا الشرق بضعفهم، فالطبيعي ان يسيطر القوي على الضعيف ومن هنا فان الشرقيين لا ينظر اليهم كبشر انما كبقايا جينية من العصور المتخلفة، فيقدمون دراساتهم بطريقة جوهرية فالشرق محكوم ويجب له ان يحكم، فالمسشترقين او المستعمرين الغرب خلقوا عن الشرق صورة سيئة، فيبقى المستعمِر والمستعمَر بصراع متواطئ فينظر المستعمِر على مدينة المستعمَر انها سيئة السمعة حيث الناس فوق بعضهم، مدينة جائعة لا يوجد فيها اي نوع من الرقي او التحضر كما ان المتسعمِر يصفهم بأنهم عديمو القيم والاشرار، وان جئنا للصراع الاسرائيلي فهو في صراع دائم مع الشرق، تحديداُ فلسطين، فالحركة الاسرائيلي او بما يعرف بالكيان الاسرائيلي، هي صناعة غربية اوروبية امريكية بريطانية، اذاً لو ربطنا الان الاحتلال الاسرائيلي بصراعهم مع العرب بناءا على ما قدمناه من معلومات عن الاستشراق نرى ان نظرة الاسرائيلي للعربي بشكل عام نظرة دونية حقيرة، ينظر اليه وكأنه حيوان ويتعامل معه وكأنه عبداً له، فيعاملون العرب على اساس انهم متخلفون وقاتلون واعداء، لا يقتصر الصراع على هذا، بل قاموا باعادة تشكيل الجغرافية، ورسموا الحدود فأتفاقية سايكس بيكو اكبر مثال حيث قاموا بتقسيم الشعب الفلسطيني، وفصل المستعمِرين عن المستعمَرين، مثل جدار الضم والتوسع (او ما يطلق عليه جدار الفصل العنصري )، فيتغلل الاستعمار في عقول المستعمرين ويعمل على تفككهم ليمارس هيمنته عليهم، فبالتالي يصبح صراعات داخل الصراع الرئيسي، فتظهر الاحزاب الوطنية رافعة شعار انا احق بالسلطة، فينشأ صراع بين الاحزاب كما هو الحال بين فتح وحماس والجبهة والجهاد وجميع الفصائل الوطنية التي تشكلت تحت الاحتلال الاسرائيلي فالاحزاب اصبح همها الحصول على السلطة، والفوز بالانتخابات والصراع مع بعضهم البعض ناسيين قضيتهم الاساسية وهي تحرير بلدهم من الاحتلال وطبعا هذا ما يريده المحتل، فالذي يقود الثورة حقيقةً الشعب او طبقة الفلاحين اللذين لا يملكون شيء لفقدانه الا الارض فيحاربون ويثوروا من اجلها، فتبقى هذه الطبقة الطبقة الثورية فيقوموا بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات، واين رجال الاموال من الثورة ؟ ان البرجوازية الوطنية هي ثاني مستعمِر بعد المستعمِر الحقيقي، بالعكس فهي تسعى للحصول على الامتيازات من المستعمِر، والسلطة واالبرجوازيين الوطنيين يقعدون على طاولات التفاوض مع المستعمِر ويقبلون بالمفاو ضة والمسالمة، كما انه يوجد صراعات داخلية داخل دولة المستعمِر نفسها، فنرى الصراع الاسرائيلي في دولته، ولو دخلنا اكثر الى المجتمع الاسرائيلي نرى انه مجتمع مركب قائم على الانقسامات الاثنية والطائفية والعرقية ،والصراع الكبير بين هذه القوميات الاثنية، فدولة الاحتلال ليست عنصرية من الخارج فقط انما من الداخل فهي تمارس عنصريتها داخل مجتمعها، فاسرائيل عالم استعماري مقسم على حسب الاثنيات القومية، ولا يتوقف الصراع الاسرائيلي على فلسطين بل يمتد الى الدول العربية، والصراع هو صراع سياسي ضد اسرائيل او صراع تطبيعي خائن وحقير مع اسرائيل، فلو اخدنا السعودية كمثال فانها تقوم بالتعاون وعقد اتفاقيات مع اسرائيل، وفي الاونة الاخيرة اصبح التطبيع علني اكثر الى درجة الوقاحة..

“إن تلك الشعوب الثائرة لا تخضع إلا لديكتاتور متسلط”

للأسف

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023