كتب الأستاذ زهير حمدي: “لا أحد بإمكانه الآن أن يقنع التونسيين والتونسيات بأن مخرجات إنتخابات 2019 كانت طبيعية”!!

انا على يقين أن المشهد السياسي الحالي تمت هندسته في غرف عمليات قوى الهيمنة الكبرى التي تتعاطى مع دول المنطقة كل حسب خصوصيتها.فما لا يتحقق بقوة السلاح نظرا لغياب مقوماته يتحقق بالوسائل الناعمة.

خلال هذه العشرية تم تفكيك دول شقيقة عنوة وبقوة السلاح غير أن واقع حال تونس يتم تفكيك دولتها بدون سلاح فقط يكفي أن يختار هذا الشعب عبر وسائل صنعتها هذه القوى من يحكمه بهذه الطريقة الدرامية لكن النتيجة واحدة.
يجري تفكيك الدولة على المباشر أمام شعب يقاد إلى حتفه وهو يتسلى ويتلذذ بحماقة حكامه.
لادولة ولا سلطات جميعها منهارة لتقتصر مهمة الوزارات على خلاص أجور الأعوان لا غير.لا سياسات عمومية ولا برامج ولا رؤى ولا خطط آنية ولا مستقبلية.
لا سياسة خارجية ولا تعاون دولي ولا إستثمار خارجي فقط كماليات في الخارج تتقاضى أجراها مما تبقى من أموال الدولة.
شعب لم يعد يكترث بعدد ضحاياه الذين يحصدهم الوباء ولا بكونه الشعب الوحيد في العالم الذي تعجز دولته على أن توفر له اللقاح.
شعب يشاهد جيلا من التلاميذ والطلبة تعصف به الامية بعد انهيار نظامه التعليمي بعد أن إنهيار نظامه الصحي مفخرة الدولة الوطنية التونسية.
قطاع فلاحي لطالما شكل عماد الإقتصاد الوطني يتصحر كما تصحرت الصناعة من خلال تخلي الدولة عن دورها لتغيير الأسمدة ويفتح الباب أمام البيان التوريد للمواد الزراعية لننتهي إلى إستيراد الغذاء.
جل قطاعات إنتاج الطاقة والمناجم معطلة منذ سنوات لتتحول تونس من اكبر الدول المصدرة للفسفاط إلى دولة موردة الأسمدة.
دولة على حافة الإفلاس على وشك العجز التام عن تسديد نفقاتها اليومية.
جميع منشآتها العمومية في حالة إفلاس غير معلن تنتظر التفويت في أغلبها بأبخس الأثمان للحيتان التي تتربص بها.
كل شئ توقف. لم يعد لنا من مقومات الدولة سوى أشباح تتصارع على وهم سلطة باتت مسخرة أمام العالم.
هناك من أطراف الصراع من يدفع عن وعي وإرادة في إتجاه الإنهيار التام ليتقدم لملإ الفراغ في اللحظة المناسبة بإعتباره الأكثر عدة وعتادا ويحقق ما تعثر فيه في بداية المرحلة.
وهناك من ظلم نفسه وظلم شعبه بأن زج به في لعبة فوق طاقته وفوق قدراته ومؤهلاته.
وهناك أدوات وظيفية من هنا وهناك ككل زمان ومكان.
هذه مخرجات الصندوق. تلك هي سردية الحمقى ومنظري الإنتقال.
لا يهم خراب البصرة وبشاعة ما ينتظرنا.
حينما يصبح الوطن في مهب الريح ومستقبلنا تحدده مجاميع معادية لمصالح الشعب والوطن يصبح الخروج على هؤلاء واجب كل مواطن ومواطنة.
مقاومة هذه المنظومة مقاومة شعبية سلمية هي الخيار الوحيد الممكن في هذه المرحلة قبل فوات الأوان حين لا يصبح للمقاومة معنى.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023