كتب السفير حكمت عجوري: “الفلسطنة والأسرلة” صراع ما بين الحق والباطل

كتب السفير حكمت عجوري: “الفلسطنة والأسرلة” صراع ما بين الحق والباطل

اسرائيل في التاريخ هي اسم شخص وليس كيان وبالتالي فهي لن تعمر كباقي الكيانات السياسية وسوف يكون عمرها بعمر البشروهذا ما يفسر قلق رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ،ايهود باراك وتوقعه بان لا تعيش اسرائيل ككيان سياسي اكثر من ثمانين سنة بمعنى ان الاسرلة حالة مكتسبة وهي باطل ، بينما الفلسطنة وعلى النقيض من كل ذلك فهي حالة جينية متوارثة وليست مكتسبة وهو ما يجعلها عصية على الفناء بالرغم من كل الادوات التي تم تسخيرها صهيونيا من اجل ذلك سواء اكانت هذه الادوات هي الاحتلال الصهيوني بكل جرائمه وعنصريته او كانت التهجير القسري للفسطينيين او حتى الفساد الذي هو حالة صنعها الاحتلال ليستخدمها كاداة صهيونية اخرى هدفها تدمير الفلسطنة او على الاقل تشويهها وذلك لان الفلسطنة حق لا يمكن تجاهله

الاغتراب الفلسطيني لقرابة ستة ملايين شخص نتيجة التهجير القسري على يد العصابات الصهيونية لاقامة دولة الفصل العنصري بدعم استعماري غربي وخيانة عربية وبالرغم من مرور اكثر من سبعة عقود الا ان المغترب الفلسطيني ما زال يحتفظ بكل كنوزه الفلسطينية اينما كان سواء اكان في مخيم البقعة او اليرموك او عين الحلوة او حتى رئيسا لدولة في امريكا الجنوبية او عضو كونغرس او عضو برلمان في دولة اوروبية او حتى ان كان سيحط على سطح القمر مثل نجود الفاهوم والسبب ان هذه الكنوز تجري في عروقه لانها جينات لا يمكن لاي قوة ان تنزعها او تخلص الفسطيني منها غير الموت بمعنى ان فلسطين باقية طالما بقي فلسطيني واحد على وجه هذه الارض وهذا هو الكابوس الذي يقض مضاجع كل اعداء الفلسطنة من صهاينة ومتصهينين ونقول ذلك ونكرره وسوف نبقى نعيد ونكرر لعل رسالتنا تصل الى من يهمه الامر من اجل ان نتمكن كاصحاب حق من صناعة بيئة صحية لعيش مشترك ومريح وحياة افضل لكل اهل فلسطين بمختلف اديانهم لان هذا هو قدرهم وبدون ذلك ستبقى الفلسطنة شوكة سامة في حلق كل اعدائها.

المغترب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده يعيش حالة من القلق المزمن من خلال متابعته لما يجري في الوطن وهي حالة تختلط فيها المشاعر ما بين الحزن والفرح والتي عادة ما تكون فيها حصة الحزن اكثر بكثير من الفرح بسبب جرائم الاحتلال الصهيوني خصوصا وانه لا يكاد يمر يوم دون ان يرى جنازة اويرى هدم بيوت او مداهمة لبيوت الامنين وهم نيام من اجل ترويع الاطفال والنساء واعتقال واحيانا قتل من هم سند وعماد العائلة سواء اكان رب البيت او احد ابناءه الامر الذي خلق حالة غير انسانية يعيشها الفلسطيني في وطنه تحت الاحتلال الصهيوني العنصري وهي حالة لا مثيل لها في العالم والمصسبة الكبرى ان جرائم الاحتلال تجري في العلن من خلال الاعلام بكافة اشكاله المسموع والمرئي والمكتوب والتواصل الاجتماعي ومع ذلك فهي مستمرة دون اي رادع اخلاقي او انساني لمرتكبها، المحتل الصهيوني ، وكأنه فوق كل قوانين البشر.

الشعب الفلسطيني من الناحية الاخرى سواء شاء ام ابى وسواء اكان قدر رباني او وضعي فهو المنوط به الرباط لمواجهة هذا المحتل المجرم وبالتالي لا يملك سوى الصمود من خلال توظيف كل ما هو متاح له حتى ينجح هذا الشعب في مهمته والنجاح الذي هو كنس الاحتلال ليس خيار وانما هو قدر.

ما ذكرته في اعتقادي هو شيء صار محسوس ومُعاش لدى معظم الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم لان الفلسطنة كما اسلفت حالة جينية وليست مكتسبة بمعنى انها لا تتغير ولكنها ربما تتاثر مرحليا بشكل سلبي بسبب الضغوط المحيطة التي لا يتوانى الاحتلال عن صناعتها وتطويرها وهو ما يوجب تحريم المساهمة الفلسطينية في صناعة مثل هذه الظروف السلبية كونها وسائل لاطالة عمر الاحتلال الذي هو ارهاب دائم .

ما زلت اذكر لحظات الفرح العارم التي عاشها الشعب الفلسطيني وقيادته عندما حطت طائرة الخطوط الفلسطينية على مدرج مطار غزة الدولي او بالاحرى مطار عرفات الدولي وهويستحق هذه التسمية بجدارة نظرا لما فعله الشهيد عرفات من اجل اتمام هذا الانجاز الذي يعتبر من اهم ركائز السيادة للدولة الفلسطينية المستقلة والتي اقلقت مضاجع كل اعداء السلام في دولة الفصل العنصري من احفاد جابوتنسكي وبيغين الذين ما زالو يمسكون في كل مفاصل الحكم في دولة الفصل العنصري والذين لم يهنأ لهم بال الا بعد ان احالت قواتهم الحاقدة هذا الصرح السيادي (مطار غزة) الى اثر بعد عين وهذا ما يقودني الى مطار رامون الصهيوني الذي هو احد الافكار الابداعية الصهيونية لانعاش هذا المطار الفاشل اقتصاديا وفي نفس الوقت استخدامه كاداة لاسرلة الاقتصاد الفلسطيني واداة لضرب الاقتصاد الاردني الشقيق وتدمير جسر تواصل بين التوأمين الفلسطيني والاردني,

الابداع الصهيوني الاخر وهو لا يقل خطورة هو ما يسمى منسق الحكومة الاسرائيلية كونه اداة فتنة وتفتيت للوطنية الفلسطينية بعد ان تمكن هذا المنسق على ما يبدو من كسب ود المغلوب على امرهم من الفلسطينيين الذين صارو يكيلون له المديح ويستعينون به بعد ان اوقعهم في فخه بتمكنه من ربط احتياجاتهم الانسانية به شخصيا بعد ان تقمص دور المنقذ للفلسطينيين من الفساد الذي هو في الاساس صناعة صهيونية والمتجسد بالرشاوى وتجارة التصاريح التي يمارسها اعوان الاحتلال والتي تهدف اساسا الى تدمير ثقة الفلسطيني بذاته وفلسطينيته و خلق شرخ لا يمكن جسره بين الشعب وقيادته.

مطار رامون والمنسق هي اسلحة جديدة لحرب بدون غبار تخوضها دولة الفصل العنصري، تستهدف فيها الفلسطنة كحاضنة منيعة للمشروع الوطني الفلسطيني وعليه لا بد وانها تُواجه بنفس الاسلحة من قبل الكل الفسطيني بالوعي ومن كل المسؤولين في البلدين الشقيقين فلسطين والاردن بضرورة عمل كل ما يمكن لتسهيل اجراءات السفر للمواطن الفلسطيني وتوفير اسباب الراحة للمسافرين عبر الجسور ما بين فلسطين والاردن لضمان ان يكون رفض ومقاطعة مطار رامون الصهيوني هو قرار شعبي وطني فلسطيني .

اما فيما يخص المنسق فهذه مهمة تخص القيادة الفلسطينية في تعزيز جسور الثقة مع المواطن من حلال الضرب بيد من حديد على الفساد والفاسدين وخصوصا تجار التصاريح وسماسرة العمل الذين لا يفرقون كثيرا عن تجار المخدرات بسبب تدميرهم لكرامة المواطن الفلسطيني ونزع ثقته باي عمل وطني وهو الذي ظهر جليا في احتجاجات العمال على طريقة صرف مرتباتهم عن طريق البنوك بالرغم من كل ما في هذه الوسيلة من فوائد لصالح العمال وضمان حقوقهم .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023