كتب د. رافع الطبيب: “اذهب أنت وربك فقاتلا، انا هاهنا قاعدون” …

كتب د. رافع الطبيب: “اذهب أنت وربك فقاتلا، انا هاهنا قاعدون” …

ما أقدم عليه قيس سعيد هو خطوة على درب طويل. درب قد يفضي الى إعادة ترتيب البيت الذي نخر أعمدته فساد السياسيين الممولين من اللوبيات المالية وشبكات تفكيك البلاد. لكن، ككل مسيرة، هناك أثمان يجب دفعها وتضحيات عليه تقديمها وقوى يتحتم عليه تجنيدها.
منذ الليلة بدأت الآلة التخريبية للإخوان في تنفيذ استراتيجية اسقاط كل مفاعيل حركة 25 جويلية والتي من ابرزها :
1/التوجه للخارج وللقوى الغربية وتقديم نفسها كضحية لانقلاب ولعب دور المظلومية. من اجل ذلك، ستعمد النهضة الى استحضار مشهد الدم عبر جر السلطة لقمع تحركات القطيع الاخواني الذي سيلقى به الى المحرقة. قد يكون هناك اعتصام على شاكلة رابعة العدوية او مسيرات مسلحة تستفز الأمن وتوفر المادة الاعلامية لإحراج الرئيس.
2/استغلال المواقف الركيكة لبعض الاحزاب الغير إخوانية والتي سارعت بالتعبير عن تخوفها من الديكتاتورية وذلك للتأثير على الإعلام الغربي وتقديم الحراك الإخواني باعتباره تحالفا بين اسلاميين وديمقراطيين.
3/ارباك المشهد الأمني عبر اعادة تنشيط قطاع الشعانبي وما جاوره وتحريك الخلايا الارهابية في المدن والتواصل مع الظهير الليبي الذي لم يتأخر الليلة في التنديد بخطوة الرئيس قيس سعيد.
4/تكثيف الضغط على كل الجبهات الاقتصادية والصحية والاعلامية والخدماتية والتركيز على التخريب حتى يرتفع ثمن التخلص من الإخوان الى مستويات لا تطاق شعبيا ويدفع البعض من أبواق الإعلان المدفوع الأجر للترويج للحوار والمصالحة.
هذه استراتيجيات الإخوان وتكتيكاتهم المرتقبة، فما هو دور القوى المؤمنة بالوطن؟
بانتظار نقاش معمق مع الفاعلين، هذه رؤيتي لما علينا انجازه حتى لا تنقلب المعادلة :
1/لن ينجح قيس سعيد بمفرده. حتى وان كان الرئيس غير معنيا عموما بالتوازنات السياسية، فإنه في هذه المعركة لا يملك أسلحة الإخوان وقدراتهم في اعادة تشكيل الجبهات. لذا، على القوى المؤمنة بضرورة محاسبة الإخوان على جرائمهم ان يكونوا التحالف الأصلب والمبدئي حول جملة الأهداف التي أعلنها سعيد والمضي بشكل جذري لتحقيقها.
2/ان ترك الرئيس والجيش يواجهان الإخوان وانتظار انجلاء غبار المعركة هو إهداء نصر مبين لقتلة الشهداء. لن نكون من القاعدين ونحن نرى من نحر جنودنا يصارعون لكسر الدولة ونحن على الربوة نثرثر حول تخوفنا من ديكتاتورية قد تأتي وقد تكون مجرد اوهام.
3/القادم من الأيام سيكون مرحلة حروب الذكاء والكفاءة لإخراج البلاد من نفق الإخوان والدجالين والجهلة. نحن بحاجة الى تحالف او التقاء روافد الفكر المستنير وقواه السياسية كما سنحتاج الى أفضل عقولنا وطاقاتنا لرسم البدائل حتى نتمكن من استعادة المبادرة والقطع مع التفاهة والهواية.
4/إعادة النظر في التجارب التنظيمية القديمة وتجاوز أخطائها وقصور آدائها لتأطير الشارع بعيدا عن الانفعالية والمناسباتية ومواجهة اخطبوط الإخوان بأذرعه المتعددة.
اخيرا أصدقائي ورفاقي، ان الهزيمة هي القعود والإستكفاء بالثرثرة والهجرة الى الربوة. اما الانتصار، فهو الاسهام في المعركة وكسب الحق في الجلوس الى مائدة القادة.
لا تتركوه يذهب للقتال وانتم هاهنا قاعدون وتذكروا شعار اليسار الجنوب الأمريكي المنتصر :
العمل الثوري يوحدنا … والنقاش الطويل يفرقنا.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023