كتب د. رافع الطبيب: الإتحاد يجيد اختيار معاركه…

كتب د. رافع الطبيب: الإتحاد يجيد اختيار معاركه…

رحم الله رفيقي ومعلمي الدكتور الحسين بوجرة الذي فرض علينا كمسؤولين نقابيين من الجامعة المرابطة والمبيت امام مقر الاتحاد بساحة محمد علي لحماية القلعة بعد اعتداءات قطعان الإخوان المجرمين ذات ديسمبر 2012.
في تلك الأيام، كان الاخوان وقطعانهم يطالبون بحل الاتحاد وكانت البلاد تحت هيمنتهم ومشروع التمكين في بداياته.
صمد الاتحاد وعبر المحنة ودعم دوره الوطني الطليعي ومثل اكبر حائط صد لمشروع الأخونة وبيع البلاد وجرها الى أحلاف العدوان والتآمر على الجوار.
اليوم، تدفع عديد الأيادي بقطعها على رقعة الشطرنج لإشعال حرب كسر عظم بين الاتحاد والرئاسة متوهمة ان قلعة الشغالين بيدق تحركه اصابع المهزومين في الشارع وعملاء السفارات وعصابات الريع الحقوقي.
الى هؤلاء الواهمين الوافدين على البلاد منذ آخر هجوم للجراد، هذا الدرس في العقل النقابي التونسي الذي تجاوز القرن واصبح جزءا من هوية الأرض والشعب :
1/الاتحاد هو عمود 25 جويلية. جماهيره هي نفسها من فجرت اجمل وأروع انتفاضة أطاحت سلميا بالفاشية الاخوانية بعبقرية تشرف تونس.
2/لا يخوض الاتحاد معارك نيابة او مناولة للآخرين وهو الأدرى ان اي صراع مع الرئيس سعيد سيضعف المنظمة اولا وراس السلطة ثانيا ويقوي اعداءهما من اخوان وحلف الخاسرين والعملاء.
3/ان اشتراك الاتحاد والرئاسة لنفس الشارع سيعجل بالسعي نحو ابتداع حلول لعودة الدفىء بين شركاء 25 جويلية واسكات الاصوات الداعية للحسم والاقتتال.
4/ان ضغط الملف الاقتصادي والمالي يستوجب البحث عن حلول شجاعة خارج المربع الركيك : صندوق النقد – وكالات التصنيف – عائلات الريع المفترسة – الحلقة المفلسة للغرب. اذا تكثف الضغط، لا مفر من الشرق!

السنوات القادمة ستفرض على الاتحاد اصلاحات هيكلية داخله وفي طرق نضاله وتموقعه اجتماعيا وله من الكوادر القادرة على رسم استراتيجياته، لذا لن يتورط في معارك ستقضي على هذا الأفق المستقبلي… ليس خوفا، بل تجاوزا لأزمة مركبة ليس الصديق حتما من يقف الى جانبك… بل من يقف امامك في الصدام.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023