كتب محسن النابتي: “روح ديرها في دارك”….

كتب محسن النابتي: “روح ديرها في دارك”….

هذه الجملة التي وردت على لسان الرئيس الجزائري تعتبر عند نخبة الاستعمار في تونس متاع “جبورة” وحكايات قديمة متاع سيادة او ما سماها أحد عتاولة هذه النخبة ذات يوم “النزعة السيادوية الخطيرة”،طبعا الرئيس الجزائري ينتمي لمدرسة السيادة الوطنية العريقة في الجزائر والوطن العربي والعالم مدرسة “اذا مش عاجبك اشرب من البحر” .

هذا الخطاب في الجزائر وفي كثير من الدول السيادية هو خطاب عادي لردع كل من يتطاول على سيادة بلدانهم،طبعا في تونس لما تتحدث بنصف هذا الخطاب تتصدى لك نخبة محلية بائسة اما بالتحقير أو بالتخويف منك،حتى أن الرئيس التونسي لما تحدث بلهجة أقل حدة بكثير حول المؤسسات المالية انطلقت الجوقة تتمسخر تارة وتحذر طورا من هذا الخطاب.
ولكن الايجابي في هذه المرحلة أنه لأول مرة يأخذ الصراع السياسي في تونس هذا المنحى في السجال بين منظومة العمالة ومنظومة السيادة، وهذه المرحلة التي نعيشها تبين بوضوح التحالف والتوافق الذي عشناه في اكثر من محطة طيلة سنوات الربيع العربي بين التيار الليبرالي الحداثوي والتيار الليبرالي الاخواني في كل الوطن العربي وفي تونس كان محددا في مجريات الاحداث في تونس بشكل كبير وقد أعاق تحالفهما وصراعهما المغشوش والمظلل في آن واحد بناء كتلة وطنية تقدمية سيادية .
ولذلك نعتبر في التيار الشعبي أن المرحلة الحالية بما فيها من صعوبات وصراع فانها تساعد على تحرير الحياة السياسية من ثنائية مزيفة ومضللة وجدت لخدمة الطرفين المذكورين ومشروع القوى الرأسمالية الاستعمارية في المنطقة،ولهذا التحالف مرتكزاته الموضوعية في نظرنا والمتمثلة في:
* أن كليهما يتبنى فكريا نظرية اقتصاد السوق والتوجه النيوليبرالي ولا يعترفون بالاقتصاد الوطني المستقل.
* أن كليهما معاد لحركة التحرر الوطني والقومي والانساني، من منطلق عولمي لدى الليبرالي الحداثوي الذي ينظر لها على أنها نافلة ومنتهية الصلاحية ومنطلق عولمي تكفيري لدى الليبرالي الاخواني الذي ينظر إليها كتعبير عن عصبية جاهلية.
* أن كليهما يرفض أولوية صراع الشعوب التحرري التاريخي مع الامبريالية والاستعمار.
* أن كليهما لا ينظر الى الصراع مع الكيان الصهيوني في السياق التحرري القومي والاجتماعي العربي والإنساني في مواجهة الهيمنة الغربية.
ولذلك نعتبر المرحلة بكل ما فيها من مخاطر فانها تشكل فرصة انطلاق مشروع وطني سيادي قادر على تحقيق التوازن على الأقل مرحليا،وهو ما يتطلب من النخبة الوطنية السيادية المزيد من تجذير نفسها لأول مرة في تاريخ تونس من خلال خطاب علمي ومتوازن ونضال جاد ومتواصل.لاستلهام الذات الوطنية وحشد الطاقات والإمكانيات القائمة والمحتملة،والإفلات من سيطرة النخبة العميلة التي تعمل على اقناع الشعب بأن النموذج التابع سياسيا واقتصاديا وثقافيا هو النموذج الوحيد الممكن.

ختاما “روح ديرها في دارك”

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023