كتب محسن النابتي: ليبيا محاولات ما قبل النهاية

كتب محسن النابتي: ليبيا محاولات ما قبل النهاية

يتساءل البعض عما يحصل في ليبيا ولماذا فجأة تعكرت الأوضاع الى حد سحب الثقة من الحكومة ورفض رئيسها هذا القرار،كل ما يحصل كان منتظرا للأسباب التالية:

– كل رموز ما يسمى 17 فبراير خائفون من الانتخابات القادمة من عقيلىة صالح الى حفتر والمشري وبشاغا والدبيبة …ويدركون جيدا أن أي انتخابات بحد أدنى من النزاهة وبرقابة دولية تعني نهايتهم السياسية.

– كل رموز ومليشيات 17 فبراير المتناحرة شرقا وغربا وجنوبا لا تريد اجراء الانتخابات وتريد بقاء الحال على ما هو عليه، فالاخوان يمسكون بمصراتة وبشريان المال ويحتكمون على هيكل وهمي اسمه المجلس الأعلى للدولة بقيادة المليشياوي المشري، وعقيلة صالح رئيس برلمان مؤبد وحفتر قائد اوحد ودائم للجيش وحتى دبيبة بدأت طموحاته تكبر وغيره من المليشيات السياسية والعسكرية والاجرامية المستفيدة من الوضع القائم…

– لا احد من هؤلاء بامكانه اعلان الحرب مجددا ولا اعلان رفض الانتخابات علنا لأنهم أجبن من مواجهة قرار دولي وخاصة وأنها ستجري باتفاق روسي امريكي…

– كل رموز الصراع في ليبيا لا يريدون الانتخابات ولكن ما باليد حيلة فوجدوا في قانون الانتخابات الفرصة لمحاولة اعادة الاشتباك ولو سياسيا حيث أقر مجلس النواب قانون انتخابي فيه انتخاب الرئيس على دورتين وبالنسبة للعسكريين من يريد الترشح يجب أن يكون قد مضى على استقالته من الخدمة سنة كاملة.

رفض ما يسمى المجلس الأعلى للدولة الذي يسيطر عليه الاخواني المشري هذا القانون وخاصة فيما يتعلق بالمدة الممنوحة للعسكريين للترشح حيث يريدها سنتين واصلا جماعة الاخوان لا ترغب في انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.

اما بخصوص البرلمان فالمشري يقترح برلمان بغرفتين واحدة منتخبة والاخرى مجلس شيوخ معينين لضمان مقاعد في مجلس الشيوخ المعين حتى لا يخرج هو جماعته من الصورة.

– صراع الدبيبة وعقيلة وحفتر:

الدبيبة كلف بحكومة لتحسين الخدمات العامة واعداد البلاد للانتخابات وتحقيق المصالحة فلم يقم بأي من هذه المهام ولكنه بدأ في حملته الانتخابية،وفي المقابل سعى عقيلة صالح مع منافسه حفتر الى قطع شريان هذه الحملة من خلال رفض الميزانية ولكن دبيبة توجه لعقد الاتفاقيات الخارجية وأمام ضعف رئيس المجلس الرئاسي تحول لرئيس فعلي لليبيا فمكان من عقيلة وحفتر الا سحب الثقة من الحكومة لتتحول لحكومة تصريف اعمال ليس لها الحق في عقد الاتفاقيات الخارجية.

بشاغا دخل على خط المصالحة الوطنية لتقديم نفسه كرجل مرحلة لليبيين وهو يحاول مد جسور التواصل مع غريمه السابق حفتر تحت شعار تحالف المال والعسكر للحكم مستقبلا.

اذن كل رموز وجماعات 17 فبراير تتحضر لخوض انتخابات لا تريدها ولكن الاتفاق الروسي الامريكي يمنعهم من العودة للقتال للحيلولة دون اجراء الانتخابات.

الخلاصة:الحكومة ستستمر كحكومة تصريف أعمال فالغاية من سحب الثقة هو اضعاف رئيسها خارجيا وتقليص حظوظه في الانتخابات القادمة خاصة وأن الكواليس تقول قد يكون دبيبة هو مرشح الادارة الأمريكية،عقيلة وحفتر أجهز على الحكومة شرقا وجنوبا ولكن ستستمر في عملها غربا ولكن لا احد سيجازف بالحرب الآن خاصة وأن عقيلة وحفتر متنافسين فقط هو التقاء مصالح ظرفي.

الدبيبة لن يستطيع تجميد البرلمان لأن البرلمان اصلا ليس في مناطق نفوذ الحكومة وكل ما سيحصل هو انقسامه وانسحاب نواب المنطقة الغربية حيث نفوذ الدبيبة.

بعد هذا القرار ستخرج للسطح مجددا خلافات حفتر وعقيلة شرقا كما ستخرج للسطح خلافات الدبيبة وبشاغا غربا …

الخاسرون والرابحون:

اعتقد أن كل رموز وملشيات ما يسمى 17 فبراير خاسرون شرقا وغربا،خاسرون داخليا فكل أزمة تؤكد للشعب الليبي أن هؤلاء ليسوا الا عملاء ولصوص ولا يهتمون لليبيا شعبا ووطنا،وخاسرون دوليا ففي كل مرة يتأكد المجتمع الدولي أن هؤلاء ليسوا أكثر من لصوص مال عام لا يعول عليهم في فرض الاستقرار وحفظ مصالح القوى الدولية ولا أحد فيهم يمكن أن يكون شريكا موثوقا.

الرابحون: كل الوطنيين في ليبيا بغض النظر عن انتمائهم الاديولوجي والمناطقي هم الرابحون وفي طليعتهم سيف الاسلام القذافي الذي بات بدون منافس اعتقد وهو رهان روسي الآن وقد تضطر بقية القوى الدولية للقبول به كضرورة وليس كاختيار …

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023