كتب محمد الحبيب الأسود: القتل والشذوذ والفاحشة والرشوة والغلول… جرائم وليست أمراضا نفسية 

كتب محمد الحبيب الأسود: القتل والشذوذ والفاحشة والرشوة والغلول… جرائم وليست أمراضا نفسية 

صنفها القرآن من المفاسد والفواحش، وأنزل فيها حدودا وقصاصا وأحكاما شرعية

إن في شرع الله حياة وأمنا وسلاما ورحمة وعدلا ونماء

قد يذهب بعضهم إلى القول بأن قاتل النفس البشرية بأي طريقة بشعة كانت، هو حالة نفسية مرضية، تستوجب العلاج في المصحات الطبية، وعلى الدولة والمجتمع مراعاة “حقوق الإنسان” في التعامل معه… وكذلك يقولون في من أتى الفاحشة ومارس المثلية، أو الزانية والزاني، أو السارق والسارقة، كل أولئك يعانون أمراضا نفسية حملتهم على ما فعلوا وهم في غير إدراكهم بإنسانيتهم، أو هم في حالة طبيعية يمارسون حريتهم الشخصية في أجسادهم… وقد يسحبون هذا القول على من يستولي على المال العام، ويبررون له فعله بالخصاصة، وعلى الدولة التصالح معه… إن هذا القول هو في حد ذاته مرض يصاب به كل من دخل تحت قوله تعالى “….الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا…”… إن الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، قد صنف كل هذه الأفعال التي يروّج لها بعضهم على أنها أمراض نفسية تستوجب الرعاية الطبية وحفظ “حقوق الإنسان” فيها، صنفها صاحب القدرة والشأن ضمن المفاسد والفواحش والكبائر والجرائم، التي إذا ما انتشرت في قوم إلا واهتز أمنهم وخرب عمرانهم، فأنزل فيها حدودا وقصاصا وأحكاما شرعية… وإلا لتعلل المجرمون بكونهم خُلقوا مرضى، فلا يُلامون ولا يُحاسبون على ما يفعلون… إن قتل النفس بغير حق كبيرة وجريمة، وكذا الإغتصاب جريمة بشعة وفساد في الأرض، والزنا فاحشة وجريمة، والمثلية يهتز لها عرش الرحمان لعظم جرمها، والسرقة، وأكل أموال الناس بالباطل، والرشوة والخيانة والغلول في الأموال العامة مفاسد وجرائم تنبئ بخراب المجتمع… وكلها جرائم جاءت فيها أحكام شرعية، ليس للردع فحسب، وإنما هو قصاص وجزاء عادل للمجرم في الدنيا… إن في شرع الله حياة وأمنا وسلاما ورحمة وعدلا ونماء… والقرآن لا يأمر بفاحشة، ومن يتقول على الله الكذب، ويفتي في الحلال والحرام بما لا يعلم، ويبرر القتل والفاحشة، فقد هلك وأهلك من معه… فالقرآن “يهدي للتي هي أقوم” (الإسراء)، وقد حرّم الله الفواحش ما ظهر منها وما خفي، “قل إنّما حرّم ربّيَ الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون” (الأعراف)، وأكد القرآن أن في القصاص وحكم الإعدام في من تعمد قتل النفس البشرية، حياة ومناعة للمجتمع، أو لم يقل أحكم الحاكمين وقاضي السماء والأرض ومالك الدنيا والآخرة: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون” (البقرة)

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023