كتب هيثم صالح: بؤرة الشر!!؟

كتب هيثم صالح: بؤرة الشر!!؟

ما يجري حالياً في المنطقة العربية خصوصاً ومنطقة الشرق الأوسط عموماً يشي بأن التوترات الإقليمية والدولية قاربت الوصول إلى ذروتها وغدت مرشحة للانفجار الكبير في أي لحظة يرتكب فيها طرف من أطراف الصراع على المنطقة خطأً إستراتيجياً أو فعلاً متهوراً.
والمتتبع للأحداث الكارثية التي ضربت المنطقة منذ العام ٢٠١١ وحتى الآن يجد أن المحرك الإقليمي الأخطر فيها هو نظام الطاغية رجب أردوغان الذي قال في بداية انطلاق الفوضى العربية تحت تسمية “الربيع العربي” المضللة: “نحن ركن من أركان الشرق الأوسط الجديد”.
اليوم وبعد مضي عشر سنوات من الفوضى المدمرة التي أعلنت عن مخاضها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس أثناء العدوان الصهيوني على لبنان في العام 2006 تحول نظام أردوغان من ركن من أركان الفوضى إلى بؤرة الشر التي لم تعد تهدد المنطقة العربية فحسب، بل منطقة الشرق الأوسط برمتها مهيئة التربة الخصبة لإشعال حرب طاحنة شاملة تزعزع الأمن والاستقرار العالمي وقد تتجاوز مساحتها منطقة الشرق الأوسط إلى القارة الأوروبية، وبوادرها بدأت تظهر تباعاً.
فالمناورات العسكرية التركية بالذخيرة الحية في البحر المتوسط وبحر إيجة قرب حدود اليونان وقبرص والتنقيب غير القانوني عن النفط والغاز في نفس المنطقة والتهديد الأردوغاني “بإزالة” دولتين من الوجود وفي الوقت نفسه ما يقابل ذلك من مناورات عسكرية فرنسية- ايطالية في نفس المكان والارتفاع غير المسبوق في حدة التصريحات والتصريحات المضادة بين الحليفين المتكاذبين في “ناتو” قد يمهد الطريق لإشعال الحرب الساخنة في أي لحظة.
ما يبدو جلياً أن الطاغية أردوغان قد أصيب بمرض جنون العظمة فلم يعد يميز بين الخطأ والصواب وقد يجر الشعب التركي وراءه إلى أتون حرب لا أحد قادر على التنبؤ بنتائجها.
والسؤال:هل يدرك الشعب التركي خطورة ما يجره إليه أردوغان فيضع حداً لتهوره وغطرسته وغروره، قبل أن تقع الكارثة التي لا محالة واقعة إذا استمر أردوغان على نهجه العدواني الأرعن وحينها لا ينفع الندم؟.
بكل الأحوال الأيام والشهور القادمة كفيلة بإظهار ما سيؤول إليه غباء أردوغان السياسي وطيشه ورعونته

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023