كورونا يُعري أمريكا والاتحاد الأوروبي…بقلم عارف العلي  

كورونا يُعري أمريكا والاتحاد الأوروبي…بقلم عارف العلي  

تعيش القارة الأوروبية في ظل جائحة كورونا أزمة استثنائية مركبة بكل شيء، أصعب لحظاتها قد تكون مدمرة وحتمية تفككها قاب قوسين أو أدنى لأن هذه الأزمة الأخلاقية والمعنوية والمادية لم تشهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) فأعداد الوفيات والإصابات بفعل فيروس كورونا في حالة تزايد بالمئات في الدقيقة الواحدة بين سكانها الـ/512/ مليوناً الذين تغلب عليهم الكهولة والهرم.
لاشك أن فيروس (كوفيد19) أسقط ورقة التوت عن عورة الاتحاد الأوروبي من جهة وعن حلف “ناتو” الإيديولوجي الذي كان بالأمس القريب يتفاخر به المنضوون تحت رايته على أنه في حالة اتحاد وتضامن ومشاركة ومساندة عسكرية واقتصادية واجتماعية وإنسانية بين كل أعضائه.
وهذا التفاخر الكاذب الفارغ المصطنع المزيف دفع بعض دول حلف “وارسو” الاشتراكي السابق من حيث لا يدرون إلى الانضواء تحت راية “ناتو” الهشة طمعاً بالرعاية والحماية وتحقيق المكاسب أسوة برفاقهم في جناحي “ناتو” من أمريكيين وأوروبيين.
غير أن “الجنرال كورونا” غير قواعد الانتماءات والخطابات والاصطفافات بين يوم وليلة أكثر مما فعلت الحربان العالميتان الأولى والثانية.. وأكثر مما فعلت الإيديولوجية الحزبية، وها نحن نرى أعضاء مؤسسين لـ”ناتو” ويمثلون بيضة القبان في الاتحاد الأوروبي يرفعون علم الصين ويغازلون روسيا اللتين كانتا بالأمس القريب تصنفان من أشد أعداء “الناتو” والاتحاد الأوروبي على حد سواء، فيما أثبت فيروس “كورونا” عبر المخابر والواقع أن الاتحاد الأوروبي لا رابطة بين أعضائه الـ/27/ سوى رابطة الجوار والجوار السلبي، وإن روسيا والصين هما أقرب للقارة الأوروبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وما قبل كورونا ليس كما بعده، وسوف يشكل العالم وعلى هواه بعيداً عن التحالفات العسكرية والإيديولوجية.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023