كيف نواجه الاستهانة بالأمة؟

كيف نواجه الاستهانة بالأمة؟

لا شك أن ما أقدم عليه زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان، من جريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة السويدية، لا يخلو من سياق دولي عام يشهد استهانة بالأمة الإسلامية، ويعزز ذلك ما تقدم عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات غير مسبوقة في المسجد الأقصى لا تقتصر على الاستباحة والتدنيس، بل تصل إلى محاولة فرض واقع جديد لاقتسام المسجد وتهويده.

ولا شك أن ردود الأفعال الضعيفة والمتهافتة من الشعوب الإسلامية، تغري الصهاينة وهؤلاء المتطرفين بالمزيد من الاستخفاف والاستهانة.

فعلى نطاق المساس بقدسية القرآن الكريم، لم نر شعبيا احتجاجات تليق بالجريمة وحجمها، ورسميا لم نسمع سوى إدانات فارغة، ولم ترق ردود الأفعال السياسية إلى مستوى الفعل واستدعاء السفراء إلا في العراق وإيران، بينما اقتصرت بقية الردود على البيانات الفارغة.

وعلى نطاق استباحة الأقصى وتدنيسه، غابت الجماهير العربية عن الصورة، بينما كانت الأنظمة على موعد مع نوع جديد من التفريط، لم يقتصر هذه المرة على البيانات الضعيفة الجوفاء، ولكنه تخطى ذلك إلى تهنئة العدو بأعياده واستمرار التنسيق والتطبيع معه وكأنها مباركة وضوء أخضر لاستمرار الاستباحة والتصفية للقضية.

ولا شك أن هذا الصمت على انتهاك المقدسات يعكس خللًا عقائديًا تمامًا كما يعكس خللًا في الحمية والكرامة ويعكس انهيارًا كبيرًا لا بد من الاعتراف به في الفعل الشعبي العربي والإسلامي رغم وجود استثناءات صغيرة يقع جلها في شعوب محور المقاومة وأنظمتها وحركاتها.

يذهب كثير من التحليلات إلى أن العدو الاسرائيلي يسعى لتدشين حرب دينية، بينما نرى أنه لا يجرؤ على ذلك إلا في حالة واحدة، وهي أن تقديراته ذهبت إلى وجود حالة من الانهيار العقائدي لدى الأمة الإسلامية تجعل من حربه الدينية حربًا سلسة ومضمونة النتائج، وهو ما لا يمكن الرهان عليه والمجازفة به، لسببين:

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023