لا عربستان ولا تركستان يا فيلفوس الزّمان…بقلم محمد الرصافي المقداد

لا عربستان ولا تركستان يا فيلفوس الزّمان…بقلم محمد الرصافي المقداد

ما إن ينتهي ابو يعرب المرزوقي من تدوينة سيئة الذكر عديمة الاخلاق، متحاملة بالإثم والعدوان على أسياده، حتى يطلع علينا بأخرى، أكبر انحرافا عن الحق وبعدا عن الواقع، كأنه متعمّد في استهتاره هذا، ذو غاية بدت واضحة الاهداف، بمنطق متخلف – رغم انه مصنف استاذ فلسفة- بدت لكل من تابعه فلفسة، لا تغني صاحبها عن الحق والواقع شيئا.

فمن خلال تدوينته تحت عنوان (بيكو قعد وحده.. دون كيشوت فرنسا المسكين ماكرون) بتاريخ 18/6/2020 عاد ليثير نفس النقاط التي اثارها، ولا يزال يدور في فلك أوهامه فيها، يجترّها حينا، ويعود ليلوكها حينا آخر، مع (تتبيلاته) التي لا يخلو منها منطقه، كأن مشكلاته تلخصت فيها، ولم تخلو تدوينة – تقريبا- من تدويناته منها، فعقدة التفوّق الايراني، ونجاح سياسة النظام الاسلامي هناك، في معالجة القضايا الاقليمية والدولية،أصبحت تؤرقه وتنغص عليه عيشه، على الرغم من أنها أظهر من أن تخفيها شهقات حقده عليها،ولا حتى على الاعلام العالمي المضلل، وقد أصبحت من سمات عداء وهابي اخواني، أعمى بصره وبصيرته، نسأل الله لمن غشيه ذلك ان يتعافى منه، قبل خيبة المسعى وبئس المآل.

وعميان القلوب من هذا الصنف الوضيع، عادة ما يجتمعون في مستنقع آسن واحد، في معاداة ايران إسلام سلمان المحمدي، مع القوى الغربية والصهيونية، وأذنابهم من انظمة العمالة والتبعية، وكل من وافقهم على ذلك، من افراد وجماعات احزابا ومنظمات، رضيت بتموقعها المفلسإرضاء لأسيادها، آثرت الالتحاق بجبهةالباطل،واجتمعت على معاداة ايران الإسلامية، ومحورها المقاوم للاستكبار والصهيونية، على امل ان يحقق اجتماعهم وتعاونهم المخزي،شيئا يعرقل مشروعها الاصلاحي العالمي، ولا شيء من غايتهم تحقق لحد الان، ولن يتحقق منه شيء في نهاية المطاف، عندما يصطدم حلف الشرّ بواقع ايران، كحقيقة لا مفر لهم في الأخير من قبولهاوالاذعان لها، كما هم مذعنون الآن لأسيادهم من اللوبي الصهيوني العالمي، ولا فضل لهم بعد ذلك.

ومع أن آفاق هؤلاء الاشقياء منسدّة بفعل عزيمة أهل الحق – رجال كزبر الحديد – فإن مرضى القلوب، عادة ما يستمرّون في اظهار لواعجهم الخبيثة، ولو بعد يأس طويل، من تحقق شيء من آمالهم المنحرفة، محور صراع الحق ضد الباطل تقوده ايران بكل اقتدار، فلا عربستان ولا تركستان بإمكانهم ان يملأوا حجم وجودها وفعلها، برا وبحرا وجوا، دينا وعلوما وسياسة واقتصادا، اجتماعا ومدنية وثقافة، وفوق كل ذلك عزيمة ليس بمقدور ابي يعرب فهمها.التشيع منهج إسلامي، ليس أقل من المذاهب السنية المختلفة، بل هو أفضلها بتميّزه عنها، وليس من حق أحد من الأمة الإسلامية أن يصفه بأوصاف تضليلية، لا تليق بحقيقة نشأته،رموزا وعقائد وأحكاما، ومن جَهِلَهُ فعليه من باب الإنصاف أن يتعرف عليه من مصادره، وليس مِمَّا شوّهه به خصومه، هذا من بابالبخوع الى الحقّ،وآداب اتيان البيوت من أبوابها وليس من ظهورها.

اعتبار فيلسوف النهضة – وستبقى هذه النسبة ملتصقة به وهو أحد رموزها حتى تتبرأ منه- التشيع عدو، لا يغيّرُ شيئا من كونه اسلاما محمديّا صِرْفًا،منذ أن تعهّده الامام علي حكما ولم يستكمل بناءه خلال فترة قصيرة، بعدما شغله أعداؤه عنه بثلاثة حروب ظالمة، ونهض لأجل استكماله الإمام الحسن فوجد غبّ ما أسسه اصحاب السقيفة عارضا حال دون تحقيق أمله، ثم قام بعده الإمام الحسين بثورته ضد الظلم الأموي،بمنهج إسلامي ثوري، لم يهدأ على مر التاريخ الاسلامي،مدرسة مثلى على حقانيته، وانفراده في مقارعة الباطل واهله، الى هذا العصر الذي شهدنا فيه تحقق الوعد الالهي، بثورة الشعب الايراني المسلم، واستجابته الطوعية لمشروع قائده الامام الخميني،لبناء نواة نظام اسلامي، عمل فيه على تحقيق حلم الانبياء عليهم السلام، في التمهيد لقيام دولة العدل الالهي، على يدي المصلح العالمي الكبير الإمام المهدي عليه السلام.

فهم أبو يعرب الأعرج للأحداث في سوريا، جعله يهاجم التشيع ملقّبا ايّاه بالصّفوي، ولولا جهود ايران هؤلاء لأصبحت سوريا والعراق ولبنان، مرتعا وموطنا للإرهاب الداعشي، المتحالف مع الاستكبار والصهيونية، ولوئدت القضية الفلسطينية في مطمور الشرق الأوسط الجديد الذي قدّمه الرئيس الامريكي ترامب كحل نهائي للقضية، وبصمات اردوغان فيه ظاهرة بتدخله السافر في الشمال السوري والعراقي وهذه الأيام بليبيا، وارسال عساكره مع مجموعات ارهابية سورية متعددة الجنسيات، كانت تقاتل بالشمال السوري لدعم حكومة الوفاق، دليل على تحكمه فيها، وهي واقعا تحت تصرفه منذ تأسيسها على الاراضي التركية.

وهل يردّ على عقل تفلفس،قد غلب عليه الحمق، حتى يكاد يحسبه قارئ تدويناته، غبيّا بطبعه عندما يكتب (فالأبيض المتوسط لم يعد حكرا على أسطول فرنسا)، والعالم باسره يعرف أن هذا البحر مسيطر عليه أمريكيا وروسيا،باعتبارهما القوتين المتنافستين فيه،  ولا حظ لفرنسا فيه وبريطانيا، الا بمقدار حجمهما بالمقارنة مع القوتين العظميين،فأين رأى سيطرة فرنسا؟

ويبدو أن سرّ عزة المسلمين،من وجهة نظر ابو يعرب، لن يأتي الا من طريق أردوغان، وأحلامه العثمانية التي لن تتحقق، مهما طالت لياليه فيها، ومن باب الذكرى،فإن المجد الذي يتطلّع اليه، خائب بقانون تركيا العلماني، الذي ليس بمقدوره أن يغيّر شيئا فيه، ولا بمراجعة علاقاته المريبة مع الكيان الصهيوني، وهو حائز قصب السبق فيها، دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا، ولا باعادة النظر لعضويته في حلف النّاتو، وهل حلف النّاتو اسلاميّ، وبمقدوره حماية الدول والشعوب الاسلامية ومصالحها؟

شطحات المتوهم أبو يعرب في هذا الخصوص لا تنتهي، كخرافة شهرزاد والف ليلة وليلة، بعد ان كشف عن صبينةمفضوحة للعثماني الجديدأردوغان، وتلك علة كثّرت حوله من الاعداء، بحيث لم تستبقِ لنفسه مجالا لمراجعة مواقفه، التي  بدت مهتزّة بلا قرار يثبّتها، بعدما كشف عن نفسه بلسانها المريض بقوله:(لو أجد من يعرف لي الوعي بالذات لاعتبرته مرسلا من رب السماء ليهديني في محاولة فهم نفسي والاطلاع على ما يعتمل فيها من غليان لا يتوقف لا سلطان لي عليه.) (*)

اعترافك بلسان قلمك أنك تائه،  لا تدري الى اين تمضي، وغليان شيطان عقلك لا يتوقف، حيث لا سلطان لك عليه،فهلّا عدت الى رشدك إن بقي لك رشد، قبل ان يقال عنك ان عقلك اختلط في اخريات ايامه– كما اخبرنا عن حالهم كثير من الرّواة بسبب ما اقترفته أيديهم من مناصرة الباطل- ادعوك الى أن تعالج نفسك في مصحة امراض عقلية، بدل محاكمتك على تراهاتك وقذفك المجاني لشرفاء الأمة ورجالاتها الأحرار من التَّنخُّسِ لأمريكا أو لتركيا، أو للصهيونية المتغلغلة بيننا، أو عملاء أكثر تمرّسا منك، لكنهم وأقل غباءووقاحة، ولا يمكنني بعد هذا أن أتوقّع منك شيئا من خير، سوى هذا القطب الرّديء الذي تدور حوله، كالحمار في البيدر، يدوس على القمح والشعير، ولا ينال منهما سوى التبن.

(*) الميكروأخلاق، أو الذات ومنزلتها في الاسلام – الفصل الثاني – أبو يعرب المرزوقي

(*) اقتباسات __ المسلكي مصطفى

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023