لا فرق بين الإحتلال الإسرائيلي والمطبعين كلاهم مشروع معادي

لا فرق بين الإحتلال الإسرائيلي والمطبعين كلاهم مشروع معادي

بغض النظر عن محاولات الدول العربية في خلق الذرائع والمبررات والأكاذيب وخاصة حين ترتكب هذه الدول كل الموبيقات في الخيانة العظمى والانصياع إتجاه التطبيع مع “إسرائيل”، تحت بند مصالح الشعب الفلسطيني كما حاولت الإمارات تمرير هذه الأكاذيب، إن التطبيع يهدف إلى وقف ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية. 

في حقيقة الأمر أن الإمارات تهدف تلبية دعوة العدو الإسرائيلي من خلال إتفاق يقضي بتسهيلات أمنية وعسكرية للسيطرة على مياه الخليج العربي والسيطرة على مضيق هرمز وباب المندب؛ للسيطرة الفعلية على آسيا حتى تصبح إيران محاصرة بشكل شمولي اقتصادي وجغرافي وتحت فوهات الصواريخ الإسرائيلية المباشرة هذه السيطرة على الممرات المائية من قبل “اسرائيل” تذكرنا بسيطرة إسرائيل على تحويل مياه نهر الأردن ومياه نهر الليطاني في جنوب لبنان، بمحاولة سوف تمنع التمدد الصيني في خليج العرب وصولا الى الباكستان حيث تتواصل العلاقات الراسخة بين البلدين في إقامة شبكة الإتصالات البرية والبحرية وسكك الحديد، إلى جانب بروز وبلورة التنين الصيني مع مجموعة آسيا.
هذه هي الدوافع الإسرائيلية في مواجهة المد الصين من خلال أن تصبح دول الخليج تحت السيطرة الأمنية والعسكرية والجغرافية بشكل شمولي، في حين تأتي دوافع البحرين في سياق الدولة الملحقة التي تعيش على كنف المساعدات السعودية وبعض دول الخليج والمساعدات الأمريكية خاصة بعد رحيل الشيخ عيسى بن آل خليفة


في حين أن السودان أصبحت منذ زمن طويل تعيش تحت ظل التدخل الخارجي متعدد الاتجاهات والمصالح وبشكل خاص “إسرائيل” حيث لعبت دورا مهما في تقسيم السودان وإقامة دولة جنوب السودان على غرار محاولات “إسرائيل” في إقامة دويلة لبنان الحر في جنوب لبنان والتي إنتهت بعد تحرير جنوب لبنان من “إسرائيل” وعملائهم بفضل المقاومة الوطنية اللبنانية وفي مقدمتهم حزب الله، السودان الشقيق كان دائماً محط أطماع الكيان الصهيوني للعديد من الأسباب والأهداف التي تتعلق في الأطماع الصهيونية في قارة إفريقيا ومياه النيل ومحاصرة مصر وإضعافها، وليس غريبا على قادة الانقلاب العسكري بيع السودان والتطبيع مع العدو الإسرائيلي من أجل الحصول على بعض الامتيازات المالية ورفع العقوبات الأمريكية مقابل التطبيع مع “إسرائيل”، في حين أن التطبيع مع المغرب ليس جديدا هي علاقات راسخة ومتجذرة وخطورة ما حدث في علاقة التطبيع المعلنة الآن يأتي في سياق إخضاع الدول الضعيفة في المغرب العربي وخاصة ليبيا وتونس في التطبيع مع “إسرائيل” من أجل محاصرة الجزائر البلد العربي يرفض بشكل قاطع التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي وخاصة بعد نتائج الربيع العربي الذي أضعف الأنظمة العربية على الصعيدين الأمني والاقتصادي بل أصبحت هذه الدول تحت مطرقة الجماعات التكفيرية الإرهابية المسلحة والمديونية للبنك الدولي والبعض منها يخضع لنظام العقوبات الأمريكية هذه العوامل التى تساعد “إسرائيل” في السيطرة على العالم العربي، لكل هذه الأسباب فإن التطبيع يعتبر خيانة وجريمة وتهديدا للأمن القومي العربي، لذلك لم يعد التطبيع شأنا داخليا أو أمرا سياديا للدول المطبعة، لذلك مهمة مقاومة التطبيع تعني الجماهير الشعبية العربية من المحيط إلى الخليج ويتطلب العمل الدؤوب بكل الوسائل في مقاومة التطبيع والذي لا يقل خطورة عن وجود الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
من المؤسف أن الأمن القومي العربي لم يعد قائما في ظل غياب الوحدة والتضامن العربي:

“الإحتلال الإسرائيلي والتطبيع وجهان لعملة واحدة”

Omranalkhateeb4@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023