لماذا نعتقد بأن الإنفصال الفكري والسياسي عن المطبعبن العرب بات مهمة ملحة لا تحتمل التأجيل؟!…بقلم محمد النوباني

لماذا نعتقد بأن الإنفصال الفكري والسياسي عن المطبعبن العرب بات مهمة ملحة لا تحتمل التأجيل؟!…بقلم محمد النوباني

كما كان متوفعاً فقد أعلن الرئيس الامربكي دونالد ترامب أمس الجمعة بان النظام العسكري في السودان قرر تطبيع علاقاته مع اسرائيل وعقد “معاهدة سلام” معها، مشدداً على أن خمسة انظمة عربية اخرى في طريقها لفعل الشيء ذاته بما فيها المملكة العربية السعودية التي قال بانه متاكد بأنها ستطبّع من دون ان بحدد وقتاً لذلك.
وإذا كان من الصحيح القول بأن تطبيع العديد من البلدان العربية لعلاقاتها مع إسرائيل وعقد إتفاقات سلام معها هو كارثة قومية للأمة العربية بأسرها وطعنة نجلاء وفي الظهر للشعب الفلسطيني و لقضيتة العادلة ومن شأنه ان يؤسس لتمكبن الاخيرة من الهيمنة الأقتصادية على الأسواق والثروات العربية على قاعدة التعاون ببن العقل الصهيوني وراس المال والعمالة العربية وهو الامر الذي كانت تحلم له إسرائيل منذ توقيع إتفافات كامب ديفيد واسلو ووادي عربة وعرقله الرفض الشعبي العربي للتطبيع.
إلا أن الاخطر من كل ذلك بأن هذه الإتفاقات سوف تؤسس لإنشاء حلف عسكري عدواني رسمي عربي -إسرائيلي ضد حركات المقاومة العربية في المنطقة وضد ايران وضد كل من يقول لا للهيمنة الصهيو-امربكية على المنطقة مع بروز مؤشرات تحديدا من بعض البلدان الخلبجية على بعض الحماسة الشعبية لتلك الإتفاقات وهذا ما كنا نحذر منه منذ غزو العراق عام 2003 مروراً بالحرب على ليببا عام 2011 وعلى سوربا في نفس العام والحرب على اليمن.
ولذلك فإن هذه الوضعية الجديدة تتطلب ليس البكاء على اطلال تضامن عربي لم يعد موجوداً حتى في الحدود الدنيا او إعتبار ما جرى ويجري بانه طعنة في الظهر للشعب الفلسطيني وكفى الله المؤمنين شر القتال بل إنهاء مرحلة المجاملات والطبطبة على الظهور وبوس اللحى مع انظمة باعت فلسطين منذ وعد بلفور وتحالفت مع إسرائيل في السر منذ عشرات السنين قبل ان تنصج لها الظروف لنقل تحالفها معها من السر إلى العلن كما يقول الكاتب الفلسطيني بهيج السكاكيني.
إن التطبيع مع إسرائيل اياً كانت الدولة العربية او الطرف العربي المطبع هو تفربط بالقضية الفلسطينية وتبني للرواية الصهيونية للصراع بل هو موقف صهيوني او متصهين فالامر سيان .
ولذلك فإن الإنفصال الفكري والسباسي والتنظبمي عن المطبعبن العرب والإنسحاب من مؤسساتهم وعلى رأسها الجامعة العربية وغيرها من المؤسيات التطببعية بات مهمة ملحة لا تحتمل التأجيل.لان البقاء فيها هو موافقة ضمنية على التطبيع.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023