لنصلح انفسنا أولا.. ثم نحارب كورونا.. و ننتصر !

لنصلح انفسنا أولا.. ثم نحارب كورونا.. و ننتصر !

#الناشط_السياسي محمد إبراهمي |

جائحة كورونا بتحدياتها الصحية و الإقتصادية و الإجتماعية إلا انها لا يجب أن تساهم في التباعد الاجتماعي من جانبه السلبي، فقط نحتاج الإستشعار بالمسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق كل من يقيم على أرض تونس و يساهم الجميع في مواجهة هذه الآفة وتفعيل الدور المعرفي و التضامن وتعزيز علاقة المجتمع والوطن ، بحيث تكافل الشعب والدولة بكافة مؤسساتها لإحتواء الفيروس تحت إسم ” وحدة وطنية صماء” بعيدا عن السياسة و الإيدولوجيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في هذا الظرف الإستثنائي ،

رغم التحديات و المرحلة المفصلية للأسف لاتزال مظاهر الإستهتار و التشائم و التشاحن سواء بين الأطياف السياسية او بين بعض الأطياف المجتمعية بالإستهتار و اللامبالاة و اللامسؤولية بخطورة الأزمة الوبائية تجاه بلادنا و شعبنا التي تستوجب تقوية روح المسؤولية و الإبتعاد عن خطاب الكراهية و الأنانية.. بغباء البعض ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺿﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ بعض من ﻧﺨﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺎﻫﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻻ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻧﺨﺮﺍﻡ ﺍﺳﺲ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻭ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻓﺌﺎﺗﻪ..
ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ الديمقراطية و ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺸﺮﺫﻣﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ و سياسيا بعد ﺃﻥ ﺍﺟﺘﺎﺣﻬﺎ ﻃﻮﻓﺎﻥ الحقد الإيديولوجي الأعمى
أصبحت فوضى سياسية و إجتماعية عارمة أبرزها خطاب الكراهية الذي أصبح ظاهرة اجتماعية و سياسية معقدة ومركبة، تفاقمت و شكلت آفة انتشرت و أصبحت حرية مطلقة بلا ضوابط أخلاقية و دون قوانين رادعة ،
ﺛﻤﺎﺭ ﻋﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺫﻫﺒﺖ ﺳﺪﻯ جراء الأنانية وحب الذات و المصالح الضيقة ، و الإستهتار المرﻳﻊ، ﻟﻨﺼﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺿﺎﻉ، ﻭﻟﻨﺘﺴﺎﺀﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﻔﺼﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ؟ نظرا وأننا في حالة حرب على جائحة تهدد كل العالم، و لا يمكن ان نتجاوز هذه الأزمة إلا بالتضامن و التكاتف و نضع خلافاتنا السياسية و الإيديولوجية جانبا و نعمل جميعا من أجل مصلحة الوطن و الشعب.. لنصلح انفسنا اولا ثم نحارب كورونا و ننتصر !!

الجميع يتحدث عن الفساد و كأنه ظاهرة جديدة ظهرت مع كورونا بالذات او مع الحكومة الحالية، و الكل يعلم بأن الفساد الحقيقي أتى منذ الثورة و تفاقم من حكومة إلى آخرى و أصبحت تراكمات لها إنعكاسات وخيمة إقتصاديا و إجتماعيا ، وهاهي الآن نتائجها انكشفت مع تفشي كورونا في البلاد ابرزها ضعف المنظومة الصحية و تدهور الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية كل هذا جراء الإستهتار و اللامسؤولية إثر الحكومات السابقة المتعاقبة لم تكرس وقتها في محاربة الفقر و الفساد و إصلاح البنية التحتية الصحية و غيرها من القطاعات الظرورية في الدولة و الفساد الذي نشب أنيابه الشرسة في البلاد.. و هذا لا يمنع أن في أثناء محاربة الجائحة لا يجب أن ننسى او نتناسى محاربة الفساد، و ضروري جدا محاربة أعداء الوطن الثلاثة ، كورونا و الفقر و الفساد و بهذه المعادلة العادلة نستطيع أن نتعايش في دولة القانون و المؤسسات.. “دولة قوية وعادلة”..

في قراءة للمشهد الحالي و أثناء قرارات التمديد و الرفع التدريجي ، ضروري جدا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة تكاتف كل الجهود، للخروج من هذا المأزق الوبائي بعيدا عن المناكفات و المهاترات السياسية و الإتهامات و حملات الشيطنة و التشويه ، هذه الجائحة لا تستثني احد و الجميع في مركب واحد لمواجهة كورونا و لا مجال للعبث و “التبوريب السياسي ” و خطابات الكراهية ، لا خيار سوى الانتصار و نضع أيدينا بيد الحكومة في هذه المحنة الصعبة جدا ، و بعد الأزمة نقيم أداءها، و من المؤكد ان النجاح قادم بفضل الأغلبية من الشعب الواعي بخطورة الأزمة ولا ننكر وجود قلة مستهترة من الأطياف السياسية او المجتمعية و لكن النصر قادم لا محالة..
لاشك و ان سيناريوهات التمديد و الرفع التدريجي تمثل معادلة صعبة، و ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية والصحية ووضع خطة الحد من انتشار هذا الوباء بإحكام أثناء الرفع التدريجي و كذلك انعكاسات التمديد في الحجر الصحي على العديد من القطاعات الحساسة، منها المؤسسات الاقتصادية، و القطاعات الخاصة وما تستوجبه من خطط للحد من تداعيات الحجر السلبية على القطاعات المعنية، وعلى الوضعين الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام، و تأمين مستلزمات الحماية وسبل توفيرها للشعب أثناء التمديد و الرفع و ما بعدهما..

بعيدا عن السياسة و الكورونا و من هذا المنبر اوجه نداء عاجل و إنساني للسادة رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة
لتلبية نداءات المواطنين العالقين في ليبيا و إجلائهم و توفير لهم ظروف ملائمة و إنقاذهم من عزلتهم،
غير معقول أن نترك أبناء بلادنا في اوضاع مزرية في ظل حالة الحرب في الشقيقة ليبيا..
الآن هم في العراء و يقتاتون على مساعدات قليلة من بعض الأشقاء الليبيين ومنهم من يشكو من أمراض مزمنة و قد انقطع عنه الدواء ، والجميع مهددون بعدوى الكورونا.
تونس دولة قوية وعادلة تتخذ كل التدابير لحماية مواطنيها..

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023