ليبيا: تراجع الجيش…وعاثوا فيها فساداً…بقلم المهدي أحميد          

ليبيا: تراجع الجيش…وعاثوا فيها فساداً…بقلم المهدي أحميد          

بموجب اتفاق وتفاهم دولي وبرعاية جمهورية مصر وفي العاصمة المصرية القاهرة  وبقيادة المشير حفتر أصدر الأوامر  بتراجع الجيش الليبي إلى سرت، وفي مشهد أبهر المجتمع الدولي الفاسد مدى انضباط وانصياع أمراء الغرف والمحاور العسكرية لسماع وتنفيذ الأوامر والتراجع بنجاح وفي زمن سريع بأكثر من 30 ألف من القوة العسكرية ودون أن يلحق بهم أي ضرر، مما يدل على حنكة وخبرة القيادة.                                                                           تراجع الجيش الليبي من مدن المنطقة الغربية والتي كانت تحت سيطرته، وقامت المليشيات التابعة لحكومة ما يسمى بالوفاق بالسيطرة على هذه المدن زاعمين انتصارهم الوهمي المزعوم على الجيش ودحره،  وعاثوا فيها فساداً أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الفاسد، ومدينة ترهونة خير شاهد على حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات بهذه المدينة وغيرها من المدن مثل الاصابعة وصرمان.

فبسبب أنها مدن حاضنة ومناصرة للجيش عاثوا فيها فساداً وصبوا جم غضبهم على قاطني هذه المدن من قتل وخطف واعتقال وحرق ونهب للممتلكات العامة والخاصة، لقد تراجع فعلاً الجيش الليبي بعد ما كان  قاب قوسين من السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس من أجل منح فرصة من الزمن للتفاوض السياسي بعيداً عن الحرب والقوة، بعد ما انتهج التيار الإسلامي وذراعهم العسكري المليشيات  المتحكمين في مصير قاطني المنطقة الغربية بنهج سياسة التجويع واتبعوا أسلوب التركيع والإذلال، وبالتالي ازدادت معاناة المواطن الذي كان يتوقع خيراً وليس العكس من ذلك وقد استبشر بنهاية شبح الموت والحرب والدمار، وظن أن الأمور ستتحسن وبشكل تدريجي إلا أنه وبكل أسف  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لم تعد سحب السيولة من المصارف من الممكن اليسير، وقطعوا عنهم الكهرباء والماء وازدادت مشكلة الوقود والغاز حدة بسبب انقطاع الكهرباء وصار المواطن الليبي يعيش في حياة ضنكة لا طعم ولا لون ولا رائحة لها، وبالتالي ارتفعت معدلات البطالة والفقر والجريمة وأنخفض بل أنعدم كلياً وجزئياً هرمون السعادة لكل وجل ومعظم الناس، وعم على جلهم الحزن والكآبة، كل ذلك كان مدروساً وبخطة ممنهجه ودقيقة ومحكمة من أرباب الكراسي وصناع الكذب والنفاق
مدروساً وبخبث وحقد لا تضع مجالا للشك على قاطني المنطقة الغربية وأهل البلد الأقحاح،  بواسطة شرذمة ليسوا من بني جلدتنا وليسوا ليبيين شرفاء، بل هم مرتزقة وخونة يتقاسمون ثروات الوطن والشعب البائس يتقاسم طرح الأحمال في أنقاطع الكهرباء، ويحصدون مزيداً من الذل والمهانة.                                                                                     الأمر الذي أضطر معه خروج قاطني مدينة طرابلس وتضامن معهم العديد من قاطني المدن بالمنطقة الغربية من الفقراء والغلابة إلى الساحات متظاهرين منتفضين على أوضاعهم المزرية التي فاقت كل التوقعات وكل الحدود سوءً وذلاً ومهانة وجعلوا المواطن الليبي ينتفض ويهتف ويصدع بأعلى صوت لأجل نفسه وبطنه وقوت عياله يهتف لأجل السيولة محتجاً يهتف لأجل انقطاع الكهرباء محتجاً ويهتف لأجل الوقود والغاز والخبز محتجاً، لقد جعلوا المواطن الليبي يصرف ويغض النظر عن احتلاب قد بدأ بنهش ثروات أرضه، صرفوا أنظارهم عن قاعدة الوطية والتي صارت شبه محتلة من العثمانيين، غضوا الأنظار عن الآلاف من المرتزقة السوريين ورؤوس الخوارج الذين جلبهم اردوغان أذله الله لطرابلس والذين يصولون ويجولون في عاصمتنا الغالية ويتمتعون بالعملة الصعبة، وليس هذا قط بل يتهددون شبابنا في كل وقت ومناسبة وما أبو غضب السوري النذل منهم ببعيد، غضوا أنظارهم عن منافذ الدولة البرية والبحرية التي صارت تحت وصاية الأتراك الملاعين فأي مذلة هذه بل أي عار وعار قد لحق بنا، والله وبالله وتالله للموت أهون من حياة يتحكم بمصيرنا فيها ثلة من الفاسدين المارقين، ثلة من ما يسمون أنفسهم بالثوار بل هم ثلة من الخونة وأشباه الرجال وعديمي التربية والأخلاق والرجولة والنخوة.                 ولكن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق أندار أجراسها وأن يزيفوا الحقائق على الأرض ويواروا جرائمهم التي وصلت إلى بيع الوطن بثمن بخس لمستعمر قديم الطليان والأتراك باتفاقيات غير قانونية تنتهك فيها السيادة وترهن فيها المقدرات والثروات من اجل بقائهم في المشهد حتى ولوا صوريا كخدم وعملاء  وعبيد للمستعمر،  ويظهرون أنفسهم على أنهم مدافعين عن السيادة الوطنية والدولة المدنية، وعلى الديمقراطية وتداول السلطة وعدم التدخل في شئون ليبيا .

يكذبون الكذبة ويكررونها في أنفسهم وعلى الملأ وفي إعلامهم المزيف للواقع وللحقيقة كي تنطلي علينا ولكن هيهات هيهات.

لقد جلبوا السراج على فرقاطه ايطاليه، وقاموا بقاعدة عسكريه في مصراته منذ خمس سنوات أو يزيد فأيهم اخطر على السيادة الوطنية هم أو معاً مع الأتراك الذين استعمرونا في السابق وأذاقونا أمر العذاب وحولونا الى عبيد ندفع الميري، ونتعرض للكرباج والخازوق وأبادوا عائلات وقبائل وشردوها في بقاع الأرض، وهم حاليا قواعدهم في مصراته وطرابلس جنودهم ضباطهم طيرانهم بوارجهم هي من تقاتل في الجيش الليبي، وما جلبوه من مرتزقة هل هؤلاء اخطر أم خبراء روس معارين لتنفيذ وفقاً اتفاقيات تدريب وصيانة لدوله تسليحها روسي منذ عقود وينتمون إلى دولة صديقة ليس لديها أطماع استعماريه ولم تحتل ليبيا يوما وحتى لو ساعدونا في ردع وصد المستعمر الباغي على الأرض ما الضير في ذلك، وهذا ليس كما يصدحون أعداء الوطن بأنه انتقاص للسيادة، فلا تنخدعوا وتنجروا لأكاذيبهم وأسافينهم فجيشكم بقيادته وأركانه وضباطه وجنوده ومسانديه ستخوض حرباً واجبة ومصيرية لاستعادة السيادة وإرجاع ليبيا حرة أبيه مثل ما كانت وأفضل وتخليصها من المرتزقة والإرهابيين  والأتراك.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023