ليس بالرهان على بايدن يمكن إنقاذ الثورة الايرانية من التغوّل الأمريكي!؟

ليس بالرهان على بايدن يمكن إنقاذ الثورة الايرانية من التغوّل الأمريكي!؟

بداية لا بد من الإشارة الى حقيقة مهمة، أغفلناها، وهي ان ايران التي تعتبر قائدة محور المقاومة في المنطقة توافقت مع ادارة ترامب المنصرفة على إختيار مصطفي الكاظمي رئيساً لوزراء العراق، رغم ان حزب الله العراق وهو احد اهم فصائل المقاومة العراقية إتهمه بالعمالة للمخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) وأعتبره احد المتورطين في إغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد اواخر العام الماضي.
وهذا ما أكد عليه يشكل او بآخر رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي في تصريحات ادلى بها مؤخراً حيث حمّل المخابرات العراقية التي كان يترأسها الكاظمي المسؤولية عن تمكين القوات الامريكية من إغتيال سلياني والمهندس .
من هذاالمنطلق فإن ما نقلته قناة”الميادين” الليلة الماضية من بيان ايراني يدين قصف السفارة الأمريكية في بغداد ويعتبره عملاً ارهابياً يستتنتج بسهولة ان الموقف الرسمي الايراني من حادثة قصف السفارة الامريكية الاحد الماضي يتماثل ليس مع مواقف المقاومة العراقية بل مع مواقف الحكومة العراقية الموالية للأمريكيبن.
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ان من بات يهيمن على مفاصل القرار السياسي في ايران، إلى ان يثبت العكس، هو التيار الإصلاحي الذي يسعى “لعقلنة” وتشذيب مواقف الثورة الايرانية لكي تصبح مقبولة من قبل إدارة بايدن القادمة ومن حلفائها الغربيين كخطوة لا بد منها من وجهة نظرهم للعودة للاتفاق النووي .
وفي هذا الإطار فقد تبنت القناة الموقف الرسمي الايراني الذي إعتبر بأن القصف الذي تعرضت له المنطقة الخضراء في بغداد حيث يقع مقر السفارة الامريكية بصواريخ الكاتيوشا بمثابة عمل مشبوه ومدان لانه استهدف أمن سفارة أجنبية يجب توفير الحماية لها بموجب القانون الدولي.
وقد تناست هذه القناة الموقرة أنها هي نفسها وليس احد غيرها هو من كان يعتبر حتى ايام قليلة ان السفارة الامريكية في بغداد ليست بعثة دبلوماسية بقدر ما هي ثكنة عسكرية كبيرة تعج بمختلف صنوف الأسلحة ومنها الصواريخ المدمرة وطائرات الاباتشي المروحية القتالية وتستخدم كوكر للتجسس على فصائل المقاومة العراقية، ولتذكير العراقيين بالحقيقة المرة وهي ان بلدهم ليس حراً بل هو محتل من قبل امريكا.
كما تناست هذه القناة أن ما منع ويمنع أمريكا من توجيه ضربة عسكرية لايران او شن حرب مدمرة عليها ليس كرم اخلاق اداراتها المتعاقبة وآخرها إدارة ترامب وإنما قدرات ايران العسكرية الكبيرة من ناحية وكونها جزء من محور قوي هو محور المقاومة من ناحية ثانية ومعارضة قوى دولية فاعلة وعلى راسها روسياوالصين لضرب ايران من ناحية ثالثة وخوف واشنطن من ان تؤدي تلك الضربة او الحرب إلى إلحاق ضرر وجودي بالدولة العبرية من ناحية رابعة .
ولذلك فإن امريكا عندما ترى بانها قادرة على القيام بعمل ارهابي او عدواني ما ضد دولة مستقلة فإنها لن تنتظر، كما يعتقد البعض، وكما كان يؤكد دوماً القائدان الثوريان ارنستو تشي جيفارا وفيديل كاسترو من يوفر لها الذرائع بل تقوم بذلك رغم انف العالم.
من هذا المنطلق فإن المطلوب في إعتقادي هو إعادة ترتيب اوضاع ايران الداخلية على قاعدة تصحيح العلاقة بين الدولة والثورة لكي لا تتلاشى الثورة وتسود الدولة.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023