(إعادة نشر) لِنَنْحَنِ إجلالا امام بطولات إمتحان الكورونا شهيد الواجب المدني والتضامن الإنساني: وليد العياشي

(إعادة نشر) لِنَنْحَنِ إجلالا امام بطولات إمتحان الكورونا شهيد الواجب المدني والتضامن الإنساني: وليد العياشي

عادل بن خليفة بالكحلة |

بسم الله الرحمان الرحيم﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَل أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ البقرة(154)

سي محمد العياشي معلم الحساب والفرنسية من أكثر مُعَلِّمِيَّ الذين لا يمكن أن أنسى فضلهم العظيم عَلَيَّ وعلى جيلي كله. كل أبنائه غاية في طيب العشرة وحسن الخلق والصدق المهني.
لم تجف بعد دموعنا على سامي،إبنه، والذي توفي منذ حوالي شهر بعد صراع طويل مع مرض عضال. تذكر المدرسة الابتدائية والمعهد الثانوي والمخيمات الكشفية والألبومات يومياتنا الجميلة.
وها نحن نصاب يوم(02افريل 2020) بوفاة إبنه وليد ،الممرض بمنطقة ميلانو بإيطاليا. إنه شهيد الواجب المدني، وشهيد التضامن الإنساني.

تذكرت والدي، الذي لما بدأ إمتهان التمريض وعمره 18 سنة، كان الوباء يجتاح البلاد عام 1948، وقد أصابته العدوى من أحد المرضى. وبقي جسمه يقاوم المرض أشهر طويلة حتى صنع الدواء.
إن بلدته (طُبُلْبَة) يجب أن تعتز بهذا البطل، الذي لم يخف من الوباء وقاومه مع زملائه الإيطاليين. المهم ان لا تنسى بلدته إسمه، فتجعله حيا في أحد أروقة، «مستشفاها»، وأن توسمه وزارتا الصحة التونسية والإيطالية بعد إنتصار البشرية في هذا الإمتحان.
لا بدَّ لي أن أتباهى, بك يا جرح المدينة
أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
إنه لجميل أن ينام الشهيد المسلم بجانب الشهيد المسيحي في ملحمة البطولة، فوليد الآن ينام في إحدى حدائق الإستشهاد في ميلانو.
رحمك الله سي محمد يا مربينا!
رحمك الله يا أصدق الأصدقاء،سامي!
رحمك الله يا شهيد الإنسانية، وليد!

إنني ألح على زوجته الكريمة (التي تعيش الآن تحت الحجر الصحي في منطقة نوفارا مع أبناءها)  أن تكرم روحه بالإفتخار والصبر، فلن تدوم هذه المحنة.
وليكن …
لابدَّ لي أن أرفض الموت
وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفة
نعم إن إستشهاد وليد هو صيحة حياة…
لا مكان في قلوبنا للموت…
سأغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
منذ هبت ’ في بلادي , العاصفة
فلقد خلقنا الله تعالى للحياة…وللحياة فقط!

يقول الله تعالى :﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾البقرة-

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023