ماذا بعد انفجار بيروت؟…بقلم مريم المقداد

ماذا بعد انفجار بيروت؟…بقلم مريم المقداد

يعيش العالم حالة عدم الاستقرار أزمت وضعه اقتصاديا واجتماعيا جائحة كوفيد 19 التي اسقطت قناع دول اتخذت من الوباء مطية استغلال وضغط عوضا عن التآزر ومد يد العون لمجابهته والقضاء عليه. ودول على التل تتحين فرص الغدر لتصفية الحساب او تحقيق أهداف سياسية .

وتعد أمريكا وحلفائها من أكثر الدول استغلالا لوباء كوفيد 19 حيث مارست أبشع أنواع الضغوط اللاانسانية من الاحجام عن مد يد العون ، ومنع وصول المساعدات ، ومزيد تطويق الحصار الاقتصادي ليس غذائيا فحسب بل طال الحصار الدواء والمعدات الطبية لمجابهة وباء كورونا. وهذا ليس بغريب عن الاستكبار فديدنه الاجرام وطبعه الجشع وميزته الغدر .

في ظل تفشي جائحة كورونا ساهمت أمريكا وحلفائها في تعميق الأزمة الاقتصادية لدول يعاني اقتصادها حالة الركود وتفاقم العجز التجاري لديها بسبب الحصار والحروب ، لمزيد احكام السيطرة والهيمنة على العالم في سباق حمي طمعه للوصول إلى الريادة، غطرسة وابتزازا .

بينما تسعى دول أخرى إلى تعديل بوصلة الهيمنة علميا وصناعيا واخلاقيا ايمانا منها أن البشرية في حاجة إلى الاستقرار والتعايش السلمي تكافلا وتضامنا رغم ما جابهته من حصار التجويع والعزلة والحروب والفتن ، منها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي حققت الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات ، وأقلعت نحو التصدير انتاجا وخبرة وهي مكبلة بالحصار الاقتصادي الظالم لعقود عديدة ، ولو لم تكن تلك القيود المفروضة لكان العالم بوجه آخر مغاير تماما ، والصين التي خطت أشواطا متقدمة جدا أغاظت أمريكا فلم يرق لها انجازاتها العظيمة ، وتقاربها مع الدول باسطة يد التعاون وخاصة دول محور المقاومة .

هذا من جهة، ومن جهة أخرى تموقعت أوروبا الثعلب تحت جناح أمريكا تنتظر ما تلفظه لها من فتات الهيمنة وبئس ما ظهرت عليه من المكر والمراوغة والمداهنة أملا في حصة لها في العالم الجديد الذي رسمت ملامحه الكبرى أمريكا، وقد فاتها أن النظام العالمي ما بعد وباء كورونا ليس كما قبله .

الذين كان لهم دور الفتنة واشعال فتيل الحروب ماذا سيجنون من وراء تنفيذ املاءات الاستكبار ؟ ماذا سيجنون من تمويلهم الزمر الارهابية داعش واخواتها وتدمير الدول لا سيما سورية والعراق ؟ ماذا سيجنون من قتلهم أطفال اليمن ونساءه ؟ أي دين وأية شريعة تبيح لهم انتهاك الحرمات و سفك الدماء المحرمة لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة ،بل امعانا في تثخين جراح المأساة قتلا وتجويعا ، ولم يشأ الوباء إلا ليشارك تحالف العدوان الخليجي ويزيد اليمنيين محنة وألما .

وفي خضم صراع العالم مع الوباء وسباق الباحثين في اكتشاف العلاج وتسارع وتيرة الإصابات واتساع رقعة تفشي الفيروس ، شهدت عدة دول اضطرابات احتجاجا على سوء معاملة حكوماتها مع الوباء وفشلها في احتوائه.

ولم تكن أمريكا واسرائيل بمنأى عن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتحرك الفوري والجاد لحل الأزمات

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023