ماذا يخطّط أردوغان…ولماذا اصطحب وزيري دفاعه وداخليته أثناء زيارته لتونس؟

أردوغان يسابق الزمن .. ويبحث عن أقرب نقطة للغرب الليبي .. فكانت تونس محطته المناسبة والتي وصلها على عجل بدون ترتيب مسبق ( لقربها الجغرافي من طرابلس، وبرئاسة تونسية جديدة ليست على تواصل مع شرق ليبيا، وهشاشة الوضع الأقتصادي في تونس، والأهم وجود الحليف الأخواني حزب النهضة شريك السلطة والمهيمن على البرلمان و الحكومة التونسية ) ..
أردوغان ويبدو أنه بإيعاز من قطر .. أستنسخ الدور الفرنسي في 2011 عندما أختار تونس ( رشيد عمار، الباجي السبسي ) لتكون ميناء بحري وقاعدة جوية لإيصال السلاح والمقاتلين للداخل الليبي .. ونجحت حينها في زعزعة الوضع في ليبيا .. واليوم فإن الدعم الذي قد يشمل مقاتلين وأسلحة نوعية يحتاج مطار قريب .. بعد تهديد الرجمة بإستهداف أي طيران ينزل في مصراتة أو طرابلس ..
أيضا .. أردوغان يريد تشكيل تحالف أقليمي بإستمالة تونس وربما يفكر في الجزائر التي ليست على توافق مع مصر من جهة وليست متماهية مع حرب حفتر المدعومة من فرنسا .. ليكون هذا الحلف مكافئا للحلف المصري الأماراتي السعودي ..
أصطحاب ( الخارجية والدفاع والمخابرات ) مع أردوغان .. يعني أنه يريد تقديم تقارير أمنية وعسكرية على الأرض .. ومن تصريح أردوغان يبدو واضحا أنه قدم للرئيس التونسي تفاصيل الجبهة على تخوم طرابلس وأهمها المرتزقة السودانية والفاغنر الروسية .. لما قد يحدثه ذلك في تشكيل الموقف التونسي ..
وتيرة الأستقطاب متسارعة .. وتحويل ليبيا إلى ساحة صراع أقليمي ودولي بنسخة سوريا بإيحاء وغض بصر أمريكي .. بينما الأوربيين تائهين في حسم أمرهم أمام سياسة أمريكية مربكة .. حيث تدفع الجميع لقلب النار .. وتغوي الكتلتين الأسلاميتين الأكبر ( الجيش المصري، الجيش التركي ) لصدام مباشر يخدم المشروع الأمريكي ..
تونس أمام أمتحان صعب وسط وضع داخلي هش .. وأردوغان بغباء حسم أمره بدخول الحرب .. والسفير الامريكي في تونس يتابع النقاشات بأهتمام .. لكن على تونس منذ اليوم متابعة مطاراتها وحدودها .. فإذا رفضت الرئاسة مطالب أردوغان، قد تقوم النهضة بالمهمة سريا، عبر خلاياها التي تعرف الطرق والمسالك ولها خبرة طويلة منذ أدخال ألاف الأرهابيين إلى ليبيا في 2011 ونقل الألاف بين 2012 ـ 2014 للقتال في سوريا بعيدا عن أنظار الإعلام .. فأجهزة الأمن والداخلية والحدود مخترقة بالكامل …

صفحة ايوان ليبيا

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023