ما أسباب زلزال سوريا وتركيا؟ العامل الإمبريالي هو الحاسم في الأسباب

ما أسباب زلزال سوريا وتركيا؟  العامل الإمبريالي هو الحاسم في الأسباب

بقلم د. عادل بن خليفة بِالْكَحْلة (باحث اجتماعي، تونس)

 

    1_ العوامل المحتملة لزلزال 6 فبراير 2023:

     من الأكيد أن الطبيعة لا تشتغل إلا بالسببية، سواءا في نظر العلماني أو المتدين.

    وقد أرجع بعض الملاحظين الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا يوم 06/02/2023، إلى «أن القارة الآسيوية تتحرّك طبقةً كاملة وتصطدم بالقارة الأوروبية(…)، كما في جبال الأورال والمنطقة التي فيها تركيا»(«الخبير باهر زغلول يشرح أسباب حدوث الزلازل»، SBS Arabic24، 7فبراير 2023).

   وهناك من أرجع الأمر إلى انتشار السّدود إذ «تضغط بقدر كبير على القشرة الأرضية»(«علماء: لهذه العوامل كان زلزال تركيا وسوريا بهذا الدمار»،DW، 6 فبراير 2023) ولذلك اضطر الرئيس التركي إلى تفريغ بحيرة سد أتاترك، وغيره من السدود. وهكذا، بعد أن مارس أردوغان تهديده بتعطيش الدول العربية، إذ لم يراع حقيْ الأخوة والجوار ببناء السدود دون مراعاة حق العراق وسوريا في الفرات ودجلة، ها إن الكارثة تفرض عليه أن يتراجع.

     وهناك من أرجعه إلى «أن بنية المساكن لا تتوافق مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة»»(«علماء: لهذه العوامل كان زلزال تركيا وسوريا بهذا الدمار»،DW، 6 فبراير 2023). فهناك هزّات أقوى من هذه الهزّة، حدثت في اليابان، ولكن لم تكن أضرارها البشرية والمادية إلا طفيفة، لأن اليابانيّين يسكنون في مساكن ملائمة لنوعية القشرة الأرضية التي يسكنون فوقها.

2_ العامل الإمبريالي وترجيح حسميّته:

       نجد بعض الملاحظين يرجع الأمر إلى تجارب نوويّة أمريكية في باطن الأرض، غير بعيد عن مواطن الزلزال. ففي يوم 3 يونيو 2021 كتبت “تي آر تي عربي”:«هل في تركيا قنابل نووية أمريكية؟»، مسندة ذلك إلى تقرير استقصائي على موقع بيلنْكات وتحديدا في قاعدة إنجرليك  الأمريكية على الأراضي التركية ب 20 قنبلة. وليست هذه المرّة الأولى التي يعلن فيها عن ذلك، ولكن الإدارة الأمريكية لا تنفيه ولا تؤكده. وأضاف المقال أن تقارير سابقة أشارت إلى وجود أكثر من 50 قنبلة نوويّة تي _61 منذ فترة الحرب الباردة في قاعدة إنجرليك.

    وبتاريخ 18 أكتوبر 2019 نجد سكاي نيوز العربية، غير المعادية للإمبريالية تضع مقالا مترجما بعنوان: «قنابل إنجرليك النوويّة… “رهائن أمريكية” بيد أردوغان » (سْكاي نيوز، الساعة 11:35 بتوقيت أبو ظبي).

     وفي يوم الإثنين 30/01/2023 أعلنت وزارة الخارجية القبرصية أن مناورات تجري بين الجيش القبرصي والجيش الأمريكي، ستستمر حتى 24 فبراير، من أجل التدرب«على الإجراءات الطارئة والبروتوكولات التي يجب التقيد بها في حال نشوب أزمة في المنطقة، بمافي ذلك دعم الإنسانية لإجلاء المدنيّين عبر أراضي جمهورية قبرص» («انطلاق مناورات مشتركة لقبرص والولايات المتحدة» ثْري تي نيوز، 6 فبراير 2023). وهذا يؤشر إلى تقوية احتمال احساس الإدارة الأمريكية بقرب خطر ما، تسببت فيه قصدا أو دون قصد.

     وفي يوم 2 فبراير 2023، غادرت كل البعثات الدبلوماسية الغربية إسطمبول، بعد أن أفرغت مقرّاتِها. وكان الرئيس التركي غاضبا وهويصيح: «ستدفع البعثات الدبلوماسية الغربية ثمن إغلاقها غير المبرر» («أردوغان: البعثات الغربية في تركيا ستدفع ثمن إغلاقها»، العربية. نت، 5 فبراير 2023).     وهذا يقوّي الاحتمال إلى حد اليقين أن هناك مبرّرا للمغادرة “غير المبررة” وهو قرب حصول كارثة ينبغي أن لا تصيب العرق المختار من إلاه الإمبريالية بأي ضرر.

 

استنتاج:

    لا مانع، من أن كل هذه العوامل المذكورة متضافرة، أي هناك تعددية سببية. ولكن العامل الإنساني ـالشيطاني يبدو هو الأقوى والحاسم فيها.

     فبعد كل هذه القرائن، يمكن أن نضع ترجيحا قويّا إلى حد اليقين بأن الزلزال العنيف شمال سوريا وجنوب تركيا، إنما هو بسبب القنابل النّووية القديمة والتجارب النووية أسفل قاعدة إنجرليك الأمريكية على الأراضي التركية.

         والسياسي العاقل، من الأكيد أن يحتسب كل الاحتمالات، فيقرر طرد الوجود العسكري الأمريكي من تركيا، لأنه كله محض شر.

       فمتى تنتهي العَمالة الإخوانية، التركية والعربية، والعَمالة العربية عموما، للإمبريالية الأمريكية(قاعدة العِيديد، قاعدة الظهران، مقعد الملاحظ الدائم بحلف شمال الأطلسي الذي تستقله تونس، المناورات العسكرية المشتركة مع مصر والمغرب والاردن…)؟

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023