ما رفضه بشار الأسد في 2003 لن يقبل به في الـ2020

ما رفضه بشار الأسد في 2003 لن يقبل به في الـ2020

اغراءات اميركية للاسد نقلها وسطاء عرب مقابل استئناف المفاوضات

موفدون اميركيون يسوقون لحل شامل من العراق الى لبنان

المنطقة امام تطوارات كبيرة ومفصلية، وما يجري من حركة موفدين يؤشر الى التحضير لتسوية كبرى على نار هادئة يجري الاعداد لها لاعلانها بعد الانتخابات الاميركية ان فاز ترامب او بايدن، وطبخة التسوية التي يتم الاعداد لها ستكون سلة متكاملة وشاملة من العراق الى الاردن والضفة والقطاع وسوريا ولبنان عبر ما يسمى وحدة المسارات، حيث يضغط الاميركيون لاستئناف المفاوضات على هذه المسارات بتوقيت واحد وضم العراق الى الطاولة، والروس ليسوا بعيدين عن هذه الاجواء كونهم لاعبين كبار في المنطقة وتحديدا في سوريا وحلفاء لايران، وسيكونون اساسيين على الطاولة مع الاميركيين وحصتهم محفوظة في كعكة المنطقة .

وحسب مصادر مطلعة ،فان الاميركيين يعولون كثيرا على مفاوضات الترسيم اللبنانية ونجاحها لتعميمها على المسارين الفلسطيني والسوري وهذا هو الاساس، وهذا يفرض على لبنان ادارة معركة المفاوضات بشكل استثنائي وحصرها بالجانب التقني، وبالتالي ليس مفهوما حتى الان ضم مفاوضين مدنيين للوفد اللبناني بدلا من حصر الملف بالجيش اللبناني واختصاصييه الذين خاضوا مفاوضات العام 1993 باستثنائية وحفظوا حقوق لبنان ومقاومته من خلال تفاهم نيسان وتفوقوا على العدو الاسرائيلي، وبالتالي كان من الواجب حصر تشكيل الوفد بالتقنيين من الجيش اللبناني فقط، والجميع يشهد لرئيس الوفد العميد الطيار بسام ياسين كفاءاته والمامه ودراساته التي تحفظ كل ليتر من نفط لبنان وكل متر من ارضه ،كما ان العميد مازن بصبوص لايقل كفاءة، اما اذا كان البعض يريد توجيه رسائل للاميركيين من خلال مفاوضات الترسيم فان ما اقدم عليه رسالة مجانية لاتقدم او تؤخر في المشهد الداخلي والاقليمي .

وتضيف المصادر، ان الجهد الاميركي منصب على تعميم المفاوضات، واولى الخطوات كانت مع مجيء رئيس الحكومة العراقية الكاظمي، وبعده لبنان عبر حركة رسائل متبادلة نقلها موفدون لبنانيون امنيون وسياسيون وعرب واميركيون بعيدون عن الاضواء واسفرت عن استئناف مفاوضات الترسيم الصعبة والشاقة، وهذا هو الاساس والحكومة تفصيل صغير مهما حاول البعض ان يعطي لنفسه ادوارا بطولية، وبالتالي سيدخل لبنان في هدنة مع « ابر مورفين» مالية بانتظار المسارات الاخرى وتحديدا على الصعيدين السوري والفلسطيني .

وتكشف المصادر، ان وسطاء عرب نقلوا للرئيس السوري عرضا اميركيا لاستئناف المفاوضات مع العدو الاسرائيلي وحمل اغراءات للرئيس الاسد، والروس حسب المصادر في هذه الاجواء ومن المرجح انهم فاتحوا الرئيس الاسد بالموقف الاميركي الاخير وما تضمنه، و سيعود وزير الخارجية الروسي الى المنطقة اواخر الشهرالقادم، ورغم التكتم على تفاصيل ما يتم تحضيره، لكن رد الرئيس الاسد جاء عبر وسائل اعلام روسية بالقول : «يمكن ان نقيم علاقات طبيعية مع اسرائيل اذا استعدنا اراضينا المحتلة». وفي المعلومات ان الرئيس الاسد لن يوافق او يتنازل عن حق سوريا بالجولان ومياه بحيرة طبريا ودعم القضية الفلسطينية، وان ما رفضه من شروط حملها كولن باول وزير خارجية اميركا عام 2003 لن يوافق عليه عام ال 2020، وكل الحرب الكونية على سوريا كانت على ثوابتها، وتم تدميرها وسرقة ثرواتها ولم يتراجع الاسد ونجح وربح الحرب باعتراف الذين كانوا ينتظرون جثته على مجرى النهر ، وها هو الان قادر على فرض شروط المنتصر في اي مفاوضات، و لن يتخلى عن محور المقاومة وايران مهما وصلت ضغوطات العالم ولديه اوراق قوة كثيرة لنسف اي مفاوضات وعلى كل المسارات وتحديدا في فلسطين ولبنان .

وتؤكد المصادر، ان الاميركيين اقتنعوا ان سوريا مفتاح الحرب والسلام، ولذلك كانت الاغراءات الاميركية سخية برفع العقوبات وانسحاب اميركي من كل شمال سوريا والضغط على تركيا، ودور في كل المنطقة، وانتخابات رئاسية هادئة في تموز تعيد الرئيس الاسد باعتراف دولي، لكن الرئيس الاسد رد عبر وسائل الاعلام ايضا وقال :«لم اقرر بعد الترشح لولاية جديدة وساخذ القرار ربما في اول سنة 2021».

وتتابع المصادر انه في اطار هذه المعممة، هناك من يوجه عتبا على لبنان بالذهاب الى مفاوضات الترسيم دون التنسيق مع سوريا ،في ظل التاريخ المشترك و الحقوق المشتركة في كل الموارد، فحقول الغاز واحدة ومتشابكة من لبنان الى سوريا وقبرص واليونان وفلسطين المحتلة في قطاع غزة باشراف حماس، وهذا ما يفرض انضمامها الى المفاوضات الصعبة والمعقدة بوفد فلسطيني موحد ،ولم تنجح كل الضغوطات على الفلسطينيين للتراجع وهددوا بانتفاضة جديدة ونسف كل التحضيرات، لكن الروس دخلوا على الخط مع حماس في موسكو .

المنطقة امام تطورات مفصلية تشير المصادر، ولو ذهب كل العرب الى التطبيع مع العدو دون سوريا وفلسطين والعراق ولبنان فلا قيمة لاي مفاوضات، ويبقى الصراع العربي الاسرائيلي مفتوحا، لذلك يسعى الاميركيون لفتح هذا المسار التفاوضي، لكن ذلك مستحيل دون الايرانيين الذين يمتلكون معظم اوراق القوة في هذا المحور ومن دونهم لن يتحقق اي شئ، وجرب الاميركيون الضغوطات والحروب والحصارات والاغتيالات ولم يتبدل شيئا وبقي المازق اميركيا، فهل ما يجري يؤشر الى مسار تفاوضي يشمل ايران وبداية مرحلة جديدة في المنطقة اشار اليها ترامب والعمل لانجازها سريعا بعد الانتخابات كون هذا المسار يحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ولذلك المنطقة امام مفصل هام كون فشل المفاوضات قد يفرض حربا محدودة او شاملة لوضع اسس لتسوية جديدة بمعادلات مختلفة، وهناك قوى اساسية ترشح هذا الاحتمال، فهل تجري الرياح حسب الرغبات الاميركية وكلها في النهاية لمصلحة «اسرائيل» ام تاخذ قوى المقاومة المبادرة لفرض مساراتها ام يتم الوصول لحلول ترضي كل الاطراف، الاشهر القادمة سترد على كل هذه الاسئلة.

 

الديار

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023