مرشحو الانتخابات الرئاسية التونسية..الوفرة العددية والندرة النوعية!…بقلم هشام البوعبيدي

مرشحو الانتخابات الرئاسية التونسية..الوفرة العددية والندرة النوعية!…بقلم هشام البوعبيدي

تصدير

وما هند إلا مهرةٌ عربيةٌ***سليلةُ احرارٍ يكيدُ لها بغلُ

 

سويعات قليلة ويبدأ “الصمت الانتخابي” ليترك المجال لصناديق الاقتراع لتبوح بما حملت، ويعلن عن الرئيس السابع للجمهورية التونسية ما لم تكن هناك جولة اعادة بين المرشحَيْن الأكثر حصدا للاصوات فيما لم يحصل أحد المرشحين الستة والعشرون على نصف الأصوات زائد واحد في الجولة الأولى.

وبعيدا عن التكهنات والتخمينات ونوايا التصويت ونتائج سبر الآراء حول حظوظ كل مرشّح، التي لا نراها قد تشذ عن القاعدة وتأتي بالخطاف الذي يصنع ربيع البلاد بعدما استحالت ثورتها خريفا موحشا، وبنظرة خاطفة على قائمة المرشحين،  سيهالنا عدد المتقدّمين من بقايا “المنظومة القديمة” والمرتبطين بها من مسؤولين سابقين وبرجوازية متهالكة ورجال أعمال متلوّنين تمت رسكلتهم وهيكلتهم وتبييض سيرتهم فعادوا للتموقع واكتساح المجالات العامة مستفيدين من خبراتهم السابقة في توجيه “الرأي العام” وسيطرتهم على قطاعات هامة إضافة للقدرات المالية الكبرى التي يمتلكونها.

كما لا يفوتنا عدد “الاسلاميين” ومن يدور في فلكهم ممن لا يزال يدغدغ جمهور الناخبين بخطابات الهوية و”الخوف من ربي” أو “الطهارة الثورية”، آملين في استعادة مكانتهم بعدما فتّت تجربة الحكم الفاشلة في عدد مؤيديهم وسيرتهم السابقة هزت ثقة التونسيين بهم، كما أن خلافاتهم التكتيكية واستهداف أغلبهم لنفس القاعدة الانتخابية باستجلاب نفس الشعارات قد تضعف حظوظهم في تحقيق نتائج كبيرة.

وعلى الضفة الأخرى نجد مرشحي “اليسار” بألوانه وأطيافه، حالهم “كالأيتام في مأدبة اللئام” قد زادهم الانقسام والتشتت وهنا على وهن، لو أنهم اتفقوا على مرشّح واحد ما كانوا ليأملوا بلوغ أدوار متقدّمة فكيف الحال وهم فرق عدة وأحزاب شتى يعادي بعضهم بعضا، ورغم أن برامجهم الانتخابية هي الأكفأ واستراتيجيتهم هي الأفضل ومعالجتهم هي الأقدر الا أن المزاج العام الشعبي لا يزال ينظر اليهم بعين الريبة، مما يتطلب مزيد العمل والانغماس في مشاغل حياة المواطن اليومي…

وفي المحصّلة، فإن هذا العدد المهول من المترشحين لا يخفي ضحالة طرح أكثرهم، وعدد منهم لا يدري “كوعه من بوعه”، على قول الباجي رحمة الله عليه، ألقت به الصدفة في مسرح السياسة وارتاح لفترة الرخاء الأمني فخاض مع الخائضين بلا كيف ولا دراية ولا فكر سديد…ولا يرجى منه خيرا

ولله الأمر من قبل ومن بعد

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023