مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني من مقومات وجوده…بقلم د. عامر الربيعي*

مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني من مقومات وجوده…بقلم د. عامر الربيعي*

مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني يعتبر من مقومات وجود هذا الكيان ومن دونه فإن ما يعرف باسم دولة الكيان لا يستطيع الصمود في بيئة لا يمتلك خلالها اي مقومات للاستمرار أو الاحتكاك أو التنمية السياسية وبالتالي فهو اي التطبيع أحد أهداف هذا الكيان .

الملاحظ أن تقسيمات الشرق الأوسط وخاصة مناطقنا العربية بدولها أخذت تتشكل بحدودها الحالية بالتزامن مع ما عرف بوعد بلفور ، كانت دول المشرق العربي تمر بمخاض الاحتلال وكان الكيان الصهيوني يمر بمخاض التكوين والولادة ، ونستطيع أن نقول أن تشكيل جزر البحرين وقطر وكل دول مجلس التعاون الخليجي أخذت على شكل هيئات عشائرية قبلية مثلت دور القابلة التي تقوم باستنساخ طور جديد للولادة من خلال وقوة الدفع التي تكون عليه الأساس الذي أنشأت عليه هذه الهيئة القبلية العشائرية ذوات النزعة الهمجية .

إذن البحرين بخطواتها التطبيعية هي محصلة وجودية للكيان الصهيوني.

لكن لو أخذنا المأزق الذي يمر به الكيان الصهيوني في شرق أوسط يشهد نهوض أقطاب كبيرة وحضارية سواء بالتبعية الاقتصادية للصين وتغول دورها في معظم القارات كما يحاول الصين ان يكون حاضرا كقاعدة اقتصادية في طريق الحرير القديم عبر إيران العراق سوريا متجاوزين دول الخليج التي ستعود إلى سابق عهده قبائل متناحرة تمارس الغزو لأجل ان تستمر بالحياة ،لذلك فإن فرص الحياة لدول الخليج تتساوى مع فرص الحياة للكيان الصهيوني .

 

المأزق الآخر الذي يمر به الكيان الصهيوني هو الكتلة الاوراسية الضخمة التي تتكون من خليط حضاري أصيل بمعضمه والذي يشمل أوربا وروسيا والصين ، هذا الاتحاد اخذ بالفعل يتشكل من خلال إعلان فرنسا مرحبة بطريق الحرير ومن خلال أنابيب الغاز الشمالي بين روسيا وألمانيا والتعاون الروسي الفرنسي على مختلف الصعد.

 

انزواء صهيوني واضح ، تبقى الورقة التي يحاول دوما الكيان الصهيوني التلاعب عليها واستنشاق الهواء للاستمرار هو ساحة تواجد المجاميع الارهابية في العراق والشام .

 

الكاظمي – الاهتزازات التي يقدمها تباعا الساحة العراقية بكل محاور هذه الاهتزازات بدأ من إعادة عامل البرزاني للساحة العراقية بعد فضيحة الاستفتاء وانكفاءه باقليمه العائلي يحمل اذيال خيانته للعراق وعدم حصوله على دعم حلفائه فقط الكيان الصهيوني ، إلى سياسة التفاضل وفرق تسد بين مكونات الشعب وإحداث الشرخ الثقافي بين الأجيال، وطرح مصطلحات التطبيع في الساحة العراقية ، ومحاربة الشعب العراقي بقوته اليومي الذي لا يختلف عن الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق لمدة 13 , كل تلك العوامل غيرها يعتبر أحد الاهتزازات التي تغطي على محاولات الامتداد للكيان صهيوني ،كما يقابل ذلك مشروع التطبيع ايضا .

* رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس العاصمة الفرنسية

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023