مطرقة “الفيتو” مجدداً…بقلم د. تركي صقر

مطرقة “الفيتو” مجدداً…بقلم د. تركي صقر

منعت الصين وروسيا دول النفاق الغربي من القيام بتمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يمدد موافقة المجلس على إيصال المساعدات لسورية عبر الحدود مع تركيا لمدة عام من خلال استخدامهما “للفيتو” المزدوج, وما كان للصين وروسيا أن تفعلا ذلك لولا استشعارات أن هناك استغلالاً فاضحاً للمساعدات الإنسانية وأن هذه المساعدات لن تصل إلى الشعب السوري إلا مفخخة بأسلحة القتل والتدمير لسفك المزيد من دماء السوريين.

وإذا كانت هذه المساعدات صافية وإنسانية حقاً وبريئة من الشبهات فلماذا يحصر إيصالها من معابر تسيطر عليها القوات التركية؟ ومعروف ارتباط نظام أردوغان بالعصابات الإرهابية في إدلب وغير إدلب وهو يدعمها علناً وبذلك تكون هذه المساعدات بمعظمها تصب في طاحونة دعم الإرهابيين وتقويتهم ليس بالغذاء وإنما بالأسلحة ووسائل الدعم العسكري أيضاً لإطالة أمد الحرب على سورية.

ومن ناحية أخرى إذا كانت “غيرة” الدول الغربية على السوريين والتخفيف من معاناتهم صادقة ولا تشوبها شائبة فلماذا لا تكون هذه المساعدات بالتنسيق مع الحكومة السورية التي هي الأحرص على إيصال المعونات إلى مستحقيها إذ لم تتوقف مؤسسات الدولة السورية لحظة واحدة عن التعاون مع منظمات دولية عديدة ومع الهلال الأحمر والصليب الأحمر للوصول إلى كل الناس في أقصى المناطق السورية وحتى المعرضة للخطر الإرهابي.

ولا تنطلي دموع التماسيح التي يذرفها المتباكون على الأطفال السوريين وخاصة من الدول الأوروبية على أحد فلو كانوا صادقين مع أنفسهم لما مددوا الإجراءات الاقتصادية القسرية على سورية سنة تلو أخرى منذ عشر سنوات ولما وقفوا مع واشنطن وحصارها الاقتصادي الفاجر وما يسمى “قانون قيصر” الإرهابي الذي منع عن أطفال سورية الغذاء والدواء وحتى الحليب.

بقي أن نقول إن اللعبة مكشوفة وإن غيرتهم هي فقط على عصاباتهم الإرهابية وليس على أي مواطن في سورية, وإن هذه الحملة الشعواء على الصين وروسيا جاءت لسبب واحد هو أن مطرقة “الفيتو” المزدوج قد أحبطت بعض آمالهم في إنعاش عصاباتهم الإرهابية بالغذاء والمال والسلاح بعد تواصل انهيارها تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه.

tu.saqr@gmail.com

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023