معركة التطبيع: “حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم على حق”

معركة التطبيع: “حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم على حق”

بقلم السفير حكمت عجوري |

يواجه الشعب الفلسطيني موحدا خلف قيادته في هذه الايام معركة من نوع مختلف عن مفهوم المعارك الدمويه أُطلِقُ عليها تجاوزا معركة التطبيع التي هي في الواقع صراع بين الحق والباطل كون التطبيع في الحاله العربيه الراهنه ياتي ثمرة لنقض العهد االذي قطعه كل العرب على انفسهم سنة 2002 في بيروت (المبادره العربيه) ، الامر الذي يجعل من الكذب والافتراء اهم اسلحة اهل الباطل هؤلاء في هذه المعركه التي تدور رحاها على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ونقول بانها معركة بين الحق والباطل بسبب ان المستفيد الوحيد منها هو العدو الحقيقي لكل العرب الا وهو العدو الصهيوني الغاصب ، ومع انني من مؤيدي عدم اقحام نقاء النضال الفلسطيني المعطر بدماء زكية عربية خوفا عليه من التلوث وذلك بعدم الرد ، الا انني كثيرا ما استنير بما قاله سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه بضرورة عدم السكوت عن الباطل حتى لا يتوهم اهله بانهم على حق.

لا ادري ان كان هناك خيانة ذكاء ام انه الجهل بعينه لدى بعض المسؤولين العرب الذين يديرون رحى هذه المعركه في الخفاء حيث انهم وبعد ان فشلوا في جني اي ثمار لما نضح به البعض من اتباعهم من الرعاع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان اطلقوا لهم العنان لينضحوا بكل ما في اوانيهم للنيل من الشعب الفلسطيني وقضيته العادله وقيادته حتى ان بعضهم شكك بعروبة الفلسطينيين وملكيتهم لارض قبلة المسلمين الاولى وارض الاسراء والمعراج وانكرو على الاقصى قدسيته الاسلاميه بعد ان قارن بعض جهلتهم الاقصى بجامع في اوغندا و قيل الكثير مما يندى له جبين اي غيور على عروبته ودينه الامر الذي اثار حفيظة كل من استمع وشاهد تلك المواقع بمن فيهم اهل هؤلاء الذين استشاطوا غضبا واسكتوهم بل وتبرأ البعض منهم مما افشل تلك المحاوله .

واقول خيانة في الذكاء عندما اوكلوا الامر ثانية لمن اعتقدوا انهم من ذوي الخبره والمعرفة ليقوموا بالمهمه ولكن بشكل مباشر هذه المره كما حصل مع الامير السعودي الذي قام بتشويه تاريخ النضال الفسطيني والنيل من قياداته الذين ارتقوا بمعظمهم شهداء في معركة الدفاع عن الشرف والكرامة العربيه وبعضهم ما زال ينتظر وهذه ليست مِنه ولكنها طبيعة الفلسطينيين قادة وشعب وبالتالي ارجح انه الجهل بعد ان ثبت ان لا فرق بين الرعاع من اتباع الحكام وخبرائهم كون هدقف معركتهم هذه وباي ثمن سلخ فلسطين ارضا وشعبا وقيادة عن عمقها العربي خدمة لحماة عروش هؤلاء الزعماء من الصهاينه والاميركان.

المشكله ان من تم استخدامهم في هذه المعركه سواء اكانوا جنودا ام جنرالات فهم يجهلون حتى الف باء السرد المقنع كونهم ظهروا اكثر جهلا واقل معرفة من اي متابع او مهتم في كافة المجالات التي تطرقوا لها خصوصا بعض الحقائق المحفوره في ذاكرة المتابعين والمهتمين ولا يمكن لاحد تجاهلها او القفز عليها ومحطات اخرى ما زال بعض شخوصها احياء يرزقون وغير ذلك من امور موثقه لا يمكن شطبها كأن يكون مجلس الامن مثلا هو من مرر قرار التقسيم في سنة 1947 حينها لم يكن موجودا بينما الحقيقه هي ان الجمعية العموميه للمنظمه الامميه هي من مرر ذلك القرار الذي رفضه في حينه كل حكام العرب قبل الفلسطينيين وهم الذين بعثوا بجيوشهم بحجة وقف تطبيقه لنكتشف بعد ذلك انهم ارسلوا جيوشهم لضمان تطبيق القرار ليس ذلك فحسب وانما اضاعوا على الفلسطينيين ولصالح الكيان الصهيوني نصف الارض التي خصصها لهم القرار المذكور. اضافة الى حقيقة اخرى وهي ان الملوك والزعماء العرب في حينه تدخلوا لوقف ثورة الفلسطينيين سنة 36 ولذات الهدف تمهيدا لقرار التقسيم هذا وضياع فلسطين اذ ليس سرا ان معظم الحكام العرب المعنيين كانوا يعملون تحت امرة صاحب المشروع وهو بريطانيا مع اننا كفلسطينيين نقف اجلالا واكبارا لكل الضباط والجنود العرب الذين ضحوا بانفسهم في معركة الدفاع عن فلسطين قلب العروبه النابض والتي ستبقى هكذا بفضل الشرفاء في هذه الامة.

طبعا لن ارد بشكل سردي على كل ما قيل كذبا وافتراء بحق مسيرة النضال الفلسطيني فهم لا يستحقون هذا العناء مع ان هناك الكثير من الغيورين الافاضل سبقوني الى ذلك ولكن مساهمتي في طرق هذا الباب وكما اسلفت حتى لا يتوهم اهل الباطل انهم على حق وذلك عملا بوصية باب مدينة العلم كرم الله وجهه ، مع انني موقن بان اهل الباطل لن يخرسهم لا صوت عقل ولا صوت منطق بعد ان اصبحوا يساقون الى كل ذلك وهم صاغرين بحكم الدور الوظيفي المناط بهم وبعد ان قضوا في بلدانهم على اي معارضه حقيقية بذريعة اطاعة ولي الامر وذلك على النقيض تماما مع قيادات الشعب الفلسطيني التي تم استهدافهم باطلا من قبل هؤلاء الذين يتجاهلون او ربما يجهلون كيف وقفت وما تزال هذه القيادات الفلسطينيه وبشموخ وعلى عكس من نحن بصددهم امام الطاغوت الاميركي فالرئيس الشهيد عرفات واجه التهديد الاميركي في كامب ديفيد 2 ، اذ بعد تهديد كلينتون المبطن له و تهديد مدير مخابراته تنت الذي قال لعرفات “يبدو انك لا تعرف اننا لانغير الرؤساء فقط بل نغير الرؤساء ومعهم الجغرافيا” فكان رد الشهيد الراحل “انا ادعوكم لحضور جنازتي”. وفعلا دفع الراحل العظيم حياته ثمنا لمواقفه التي لا يعرف معناها سوى الزعماء الحقيقيين.

وها هو خليفة عرفات الرئيس الحالي ابو مازن يكمل نفس المسيره وهو الذي اصبح معروفا في كل العالم بانه الرئيس الوحيد الذي قال لا وما زال يقف شامخا ومن خلفه شعبه في وجه سيد الحكام الرئيس الكذاب ترمب.

المشكله لدى الزعماء العرب انهم ما زالوا يجهلون او يتجاهلون الطبيعه الفلسطينيه التي لا تنجب اتباع ولا عديمي البصيره وانما زعامات حقيقية وزعامات بدهاء معاويه وشعرته التي لا يقطعها وهم كذلك وعليه نقول ان الزعيم الفلسطيني الذي يترجل يحل مكانه زعيم وطني فلسطيني اخر وبالتالي نقول لكل من تسول له نفسه ولو حتى في التفكير في استبدال قيادة الشعب الفلسطيني ان خيطو بغير مسله ووفروا على انفسكم هذا العناء كون مهمة اختيار القادة في فلسطين او استبدالها هي شأن فلسطيني بحت كون هذه هي مهمه شعب الزعامات او ان شئتم شعب الجبارين.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023