منتدى بطرسبورغ: العدل الاقتصادي بديلاً عن سياسة الهيمنة الأمريكية…بقلم: د. فؤاد شربجي

منتدى بطرسبورغ: العدل الاقتصادي بديلاً عن سياسة الهيمنة الأمريكية…بقلم: د. فؤاد شربجي

في الوقت الذي تشن فيه أمريكا حرباً تجارية على الكثير من دول العالم مركزة على الصين، عُقد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي تحت شعار (التنمية المستدامة للعالم) ليؤكد الجميع أن الاقتصاد ما هو إلا إنتاج الخبرات للإنسانية جمعاء، ولا يجوز استخدامه في الحروب، أو في خدمة سياسات السيطرة والهيمنة كما تفعل أمريكا.
في هذا المسار أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن (النظام الاقتصادي العالمي لن يكون متوازناً ومفيداً إن لم يكن عادلاً) وهذا التركيز على العدل هو جوهر الفكر الاقتصادي المطروح في بطرسبورغ، ولتحقيق هذا (العدل الاقتصادي) يرى بوتين أنه لابدّ من إعادة النظر في النظام المالي الدولي لأن (الدولار أصبح أداة ضغط على العالم بأسره)، ويوضح بوتين أن (العدل الاقتصادي) يدفع عملية (التنمية المستدامة للعالم)، ما يحقق الخير للإنسانية جمعاء، بينما تعمل السيطرة التجارية الأمريكية على خلق حروب لا نهاية لها، وتفتح الباب على (قتال بلا قوانين).
وإضافة للعدل البوتيني يبدي الرئيس الصيني شي جين بينغ استعداد بلاده لمشاركة العالم علو الصناعات الحديثة وبالأخص تقنية G5، مقدماً استراتيجية بلاده القائمة على (التعاون في الإنتاج والتشارك في الخيرات) كبديل للحروب التجارية والتقنية التي تشنها أمريكا على العالم وبالأخص على الصين.
إن إطلاق استراتيجيات التنمية المستدامة للعالم، وترسيخ العدل الاقتصادي، وتكريس التعاون والتشارك، يخلق حلولاً للمشكلات الدولية، وآخر مثال لممارسة هذه الاستراتيجية، ما تم الاتفاق عليه بين القيادة الروسية والوفد السوري برئاسة الوزير منصور عزام، إذ تم التأكيد على تطوير التعاون بين سورية وروسيا في مكافحة الإرهاب وفي مقاومة الحصار الاقتصادي الغربي على سورية، نعم مقاومة الحصار الاقتصادي على سورية، وهذا الاتفاق تزامن مع إطلاق منتدى بطرسبورغ.
منتدى بطرسبورغ يحاور العقل الدولي، ويطرح مفهوم (التنمية المستدامة للعالم) اعتماداً على العدل الاقتصادي وعلى التعاون والتشارك، كطريق للسلام الإنساني، فهل يسمع عقل الإدارة الأمريكية؟ وهل تعيد أمريكا حساباتها بعيداً عن سياسة الهيمنة والسيطرة؟ وهل تقلع عن عقلية العقوبات والحصار والحرمان الاقتصادي؟ أم ستقف في وجه الإنسانية كلها مشهرة سلاح الحروب الاقتصادية والتجارية والتقنية؟! التاريخ لا يرحم.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023