من التطبيع مع الاحتلال إلى التطبيع مع الاغتيال: سياحة الدم أعلى مظاهر الاجرام التطبيعي مع الإرهاب الصهيوني

من التطبيع مع الاحتلال إلى التطبيع مع الاغتيال: سياحة الدم أعلى مظاهر الاجرام التطبيعي مع الإرهاب الصهيوني

بقلم: صلاح الداودي |

عندما تصبح عمليات الاغتيال الإرهابي التي نفذها الموساد الصهيوني على الأراضي التونسية معلما من المعالم الأثرية لسياحة الدم يزورها الصهاينة ويتباهون بها على مسامع الشعب التونسي وتتداعى إحدى صديقات صاحب البندير رونيه الطرابلسي بكم الصهاينة الذي جمعته واياه لدخول تونس، وعندما يطوفون البلاد طولا وعرضا تحت الحماية الأمنية المشددة بعد دخولهم بجوازات سفر صهيونية وبعد توافدهم من تل أبيب بالذات ومرورهم بالقصبة حيث مقر الحكومة الوهمية، حكومة الشاهد-الغنوشي-روني الطرابلسي وتجوالهم في قلب العاصمة وأسواقها ونزلها بعد حملة التشجيع الناعمة باستحداث احياء بأسمائهم واستمرار غناء ورقص تونسيين بين احضانهم في تل أبيب وتوافد سياح الدم التونسيين عليهم في فلسطين المحتلة حيث يعمرون منذ قرن من الزمان ، فاعلم ان الأمر الذي ينفذ بتورط أدوات الإرهاب الصهيوني في تونس ممثلة في الحكومة هو ما سمي مؤخرا، كما ذكرنا ذلك سابقا، “تحالف الاقليات في الشرق الأوسط فيما بعد الربيع العربي”. وما تبادل الزيارات بين تونسيين وصهاينة سوى مظهر من مظاهر الاحتفال الدموي بالجريمة ومكان الجريمة والمجرمين وارتكاب أقصى درجات التطبيع الدموي الرمزي (خليل الوزير، ابو جهاد) ألا وهو تتفيه الشهداء واعتبار قتلهم أمرا عاديا بل ومسليا ومدعاة فاجرة للمجاهرة بمفاخر هوية الدولة اليهودية الصهيونية العدو.

ان وراء ذلك، وبالمناسبة نحن لم نعد نكتب حول الأمر برمته ولا حول التقرير الذي اظهرته القناة الصهيونية 12 والذي عرضته قناة الميادين، ويالها من مقاربة على فم إحدى المجندات الصهيونيات في الجمع بين الجندي والشرطي التونسي والجندي والشرطي الصهيوني، لم نعد نكتب من باب المعلومة ولا من باب التحليل ولا من باب الوعي بالعدو ولا من باب الاحتجاج ولكن من باب التنبيه الرسالي إلى أن أمورا خطيرة ستحدث حتما من ناحية العدو أو من الناحية المقابلة.

ولا بأس هنا من التذكير بوجهة نظر صهيونية قديمة في هذا الصدد يتماهى عنوان التقرير الصهيوني “العودة لتونس” معها تماهيا تاما وهي نظرية “العودة لمكة” والعودة لخيبر والعودة للبترا والعودة لجربة… واستدخال أنفسهم كاصحاب أرض في كل مكان بل كاصحاب المنطقة برمتها لا فلسطين فقط. ولا بأس أيضا من الإشارة إلى العنوان المقلوب وهو عنوان القانون الصهيوني القديم المعروف بقانون العودة والتشابه الغريب بالمقلوب أيضا بين العودة لمكة Return to mecca وإحدى وكالات الأسفار التونسية التي تعتزم تنظيم رحلة أخرى نحو العدو.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023