من فلسطين: ألف تريليون تحية للجزائر الأبية… بقلم محمد النوباني

من فلسطين:  ألف تريليون تحية  للجزائر الأبية… بقلم محمد النوباني

في الوقت الذي تواصل فيه سلطات عبد الفتاح السيسي في مصر محاصرة قطاع غزة و قتل أبنائه وآخرهم الصيادين الشقيقين، في جريمة واضحة يندى لها الجبين، ضد الإنسانية وفي ذات الوقت الذي تتفنن فيه تلك السلطات في إذلال الفلسطينيين من ابناء القطاع الذين يضطرون للسفر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، تواصل دولة الجزائر الشقيقة تمسكها الحازم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، ومساندتة في نضاله المشروع لإستعادة حقوقه، ظالماً او مظلوماً، حسب التعبير الجزائري المحبب، غير ابهة ولا مكترثة بأن ذلك قد يكلفها التضحية بمصالحها الإقتصادية وبعلاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول العربية المطبعة مع إسرائيل.

فبعد أن ان اعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رفض بلاده لإتفاقات الإذعان التي عقدتها كل من الإمارات والبحرين مع إسرائيل مؤكداً بأن بلاده لن تشارك في تلك الهرولة التطبيعية ولن تباركها ، قامت السلطات الجزائرية بمنع طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية المصرية من الهبوط بمطار الجزائر رداً على رفض السلطات ألمصرية السماح لطائرة ركاب جزائرية كان من المقرر أن تحمل على متنها 70 فلسطينيا من الذين علقوا بالجزائر بسبب جائحة كورونا ، ومعظهم من النساء والأطفال والشيوخ ، من السفر إلى قطاع غزة عبر مطار القاهرة في اللحظة الأخيرة بدعوى أن تحاليل PCR الخاصة بهم مكتوبة باللغة الانكليزية وليس باللغة العربية.

وغني عن القول بأن الذريعة التي إستندت إليها السلطات المصرية لمنع الطائرة الجزائرية التي تقل العالقين الفلسطينيين من السفر إلى القاهرة والهبوط في مطارها لم تكن مقنعة ولا تنطلي على طفل صغير وتندرج في إطار التنكيل بالفلسطينيين وإذلالهم والتنغيص عليهم لمجرد كونهم فلسطينيين ولذلك فقد كان الرد الجزائري على هذه الخطوة المصرية الإنتقامية وغير الإنسانية سريعاً وحاسماً وبمثابة صفعة لتلك السلطات الغبية.

من جهتها كشفت وكالة “شمس نيوز” النقاب عن أن السلطات الجزائرية تدخلت على الفور “بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تبون” حيث منعت إحدى الطائرات المصرية من الهبوط باراضيها كما قامت بإعادة نقل العالقين من المطار إلى أحد الفنادق القريبة والتكفل بكل نفقات إقامتهم فيه إلى أن يتسنى نقلهم مرة أخرى إلى القطاع المحاصر.

وفي السياق ذاته ثمَّن عالقون فلسطينيون في الجزائر وقفة السلطات معهم، وجهودها في خدمتهم، وأشار أحدهم ، إلى أن من بين العالقين مرضى، 2 مصابين بالسرطان، وعدد كبير يعانون من أمراض مزمنة، وقد فوجئوا بهذا القرار المصري الصادم، منوهاً إلى أن الغالبية تجمعوا من كافة أنحاء الجزائر قاصدين العودة لغزة، بعد الإعلان عن فتح معبر رفح.

وكشف الموقع أن السلطات الجزائرية ردت على الخطوة المصرية بعدم السماح بدخول الطائرة الجزائرية لأجوائها، بخطوةٍ مماثلة، حيث رفضت استقبال رحلة لطائرة مصرية، كان مخططاً أن تصل، ليل الخميس إلى، مطار هواري بو مدين الدولي، في العاصمة الجزائرية.

وأخيراً فنحن في فلسطين لا نملك إلا أن نقول لتوأم الروح في الجزائر الشقيق “من فلسطين تريليون تحية للجزائر الأبية” ، ونحن معكم كما أنتم معنا ظالمين او مظلومين.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023