من قابلية الاستعمار إلى قابلية الاندثار…عام الكورونا في تونس، أي فرص؟

من قابلية الاستعمار إلى قابلية الاندثار…عام الكورونا في تونس، أي فرص؟

بقلم صلاح الداودي |

إن فرصة القضاء على كورونا في تونس فرصة للقضاء على الارهاب. وفرصة للقضاء على التبعية والتخلص التدريجي من الاستعمار وخاصة فيما يتعلق بالديون الخارجية. وهي فرصة للقضاء على الفساد صنيعة الاستعمار ووكلاء الاستعمار المحليين.

سيقول قائل إذا وجد رجال. وهو كذلك. والا ستكون انتعاشة للمتربصين من كل أنواع الجريمة اقتصادا وأمنا. ويقول قائل فلنوقف كذا وكذا وكذا. وهو كذلك فيما يتعلق بالأمور المدروسة المحدودة. وخلاف ذلك فإن بؤر الحمق الحكومي هي ما يجب أن يغلق.

المهم أن لا يتم إيقاف كل شيء تحت نحيب ونباح الضجيج الإعلامي المستمر بالشكل الذي يعيق حركة المجتمع وبالتالي يخلق كل ظرفيات إسقاط الدولة وليس فقط إسقاط النظام ولا يتم تخريب حياة الملايين والحكم على غالبية الشعب اما بالفوضى واما بلزوم البيوت وتحميل المسؤولية لنظام الحكم المتهالك أصلا. والأهم العناية بالمرافق العامة وبكبار السن والتوعية التوعية التوعية ولا حل للتخفيف من البلاء سوى التوعية.

على صعد أخرى، الفيروس التاجي كورونا فرصة للتعفف والتطهر والتقشف والعمل الدؤوب والمطالعة العميقة والتفكير المعمق والعبادة الصادقة واستثمار الوقت جيدا والعناية بالذوق وتهذيب النفس والعمل على مناعتها وإطلاق خطط وطنية للإنقاذ على كل المستويات يكون الشعب أساسها. بالمقابل لا بأس من غلق كل ما يتعلق بالبطون من مقاهي ومطاعم وملاهي وحانات ومواخير…الخ. وفي مناطق محددة مدروسة. هذا ينفع ولا يضر. تعقيم وسائل النقل المشترك أيضا ينفع ولا يضر بل هو أولوية وواجب أؤكد وأهم ومقدس على اعتبار ان ملايين التونسيين معنيون بذلك بطريقة أو بأخرى.

الفيروس كورونا دخل مرحلة التوحش التاجي صحيح. وهو مسار رحلة مؤكد أنها مرت بالفيروسات الديبلوماسية والفيروسات السياسية وسائر الاكراهات المحسوبة على هذه المستويات. ثم الفيروسات الإرهابية والفيروسات الصهيوأمريكية، كلها على الأقل أسقطت مناعة الشعوب وافقدتها القدرة على المواجهة ونهبتها وافرغتها واخلتها من الموارد والعقول وجعلتها هشة قابلة للاندثار بسرعة هائلة.

نعم هي فرصة واقلها فرصة الفهم. فهم كون كورونا فضح طبيعة الاقتصاد العالمي وطبيعة الاوهام التنموية الكاذبة لدويلات التبعية التي يحكمها المرتزقة. وحقيقة محدودية البشر على كل الصعد مهما كانت اساطيرهم الكبرى حول أنفسهم وتطورهم المذهل وكل تلك الخزعبلات.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023