من هو الحاكم الفعلي للبنان؟؟؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

من هو الحاكم الفعلي للبنان؟؟؟…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

القرار الفردي الذي إتخذه حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات والادوية وغيرها من المواد الاساسية وبشكل فجائي مخالف لكل قرارات الحكومة والقوانين المعمول بها في لبنان ودون مراعاة الظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها ما يقرب من 80% من الشعب اللبناني, تمثل جريمة بحق هذا الشعب ويثير تسائلا مشروعا عن من هو الحاكم الفعلي للبنان هل هو السيد رياض سلامة أم الحكومة اللبناني والبرلمان والرئيس اللبناني؟

وكيف لنا أن نفسر الاختفاء المستمر للمحروقات والادوية والمواد الاساسية المدعومة من قبل الحكومة من الاسواق وبيعها في السوق السوداء وبأسعار خيالية ؟ وهذا لا يمكن ان يكون كذلك دون علم أطراف في الحكومة او خارجها ممن لهم مصلحة سياسية او إقتصادية في ذلك وتربطهم علاقات وثيقة مع مافيات التهريب المحلية والاقليمية. ولماذا تترك هذه المافيات التي تعمل وتصول وتجول وبشكل علني مثل الزعران؟

ولماذا الابقاء على السيد رياض سلامة وهو الذي تدور حوله كل الشبهات في المساعدة بتهريب عشرات المليارات من الدولارات الى خارج لبنان والتسبب في كارثة إقتصادية وإجتماعية غير مسبوقة في تاريخ لبنان المعاصر؟ هل لانه يمثل طواغيت المال والمافيات السياسية أم هل لانه البقرة المقدسة لصندوق البنك الدولي والولايات المتحدة والمستعمر القديم, والتي يجب ان لا تمس بسوء أو ضرر؟

يقول البعض ان لبنان أصبح على حافة الانهيار ونحن نتسائل إذا ما كان هذا الوضع المأساوي والكارثي في لبنان المنكوبة وعلى جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخاضع لكل أنواع العقوبات المجرمة واللاخلاقية واللانسانية على قائمة اكبر دولة بلطجية على وجه الارض الولايات المتحدة وممنوع عليه استيراد حتى رغيف الخبز أ تسلم معونات إنسانية من الخارج دون ختم وموافقة البيت الابيض يوصف على انه حافة الانهيار فماذا سيكون عليه الحال في حالة الانهيار؟

الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمعيشية السائدة تمثل الارضية المثالية الخصبة لإحداث ثورة إجتماعية تكنس كل الطبقة السياسية المتحكمة بالبلد وبرقاب العباد من الفقراء والمحرومين والمهمشين. ولكن للاسف ان العامل الذاتي غير ناضج لاحداث هذه الثورة والسبب الرئيسي هو التمترس الطائفي والمذهبي في لبنان وعدم الشعور بالمواطنة والانتماء للوطن بدلا من الانتماء للطائفة والمذهب والعائلة والعشيرة. وهنالك من له مصلحة بالنفخ المستمر على هذا الموال الذي أصبح يشكل الافيون الذي من خلاله تحافظ النخب السياسية والاخطبوط المالي والمفياويات على مراكزها وتؤهلها للنهب والسرقة دون محاسبة قضائية او إجتماعية او سياسية.

وسؤال نطرحه هنا ماذا ينتظر لبنان للتوجه شرقا الى روسيا والصين وإيران ( يا سيدي بلاش إيران التي تسبب الحساسية عند البعض) والجميع أبدى استعداده للمساهمة في خروج لبنان من أزمته؟ وماذا سيفعل الامريكي او وكيله الفرنسي أو الادوات والاذناب والعملاء أكثر مما فعلوه للدولة اللبنانية والشعب اللبناني؟ وهل تبقى في جعبة الامريكي المتكبر والمتعجرف عقوبات إضافية لم تفرض بعد على لبنان وشعبه المنكوب؟

الجميع ينتظر لحظة الانفجار الاجتماعي في لبنانوالذي سيضاهي الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت وربما سيكون دويه أكبر بكثير والسؤال يبقى ليس إذا ما سيحدث هذا الانفجار بل متى سيحدث؟

* كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

bahij.sakakini@gmail.com

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023